ما هي أبرز الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكوارث الطبيعية

 الكوارث الطبيعية: المقصود بها الهزات الأرضية والزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والرياح الشديدة والثلوج والأمطار المدمرة والحرائق وغيرها.

- وقد ورد ذكرها أو ذكر بعضاً منها في عدد من الأحاديث منها:
أولاً: الحديث الذي يتحدث عن كثرة الزلازل في آخر الزمان - فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن) رواه البخاري، والزلازل: جمع زلزلة، وهي حركة الأرض واضطرابها.

ثانياً: حديث عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عنده فخاطبه قائلاً: (يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) رواه البخاري.

ثالثاً: حديث سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل) رواه أحمد،

رابعاً: حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى مخيلةً في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغيَّر وجهُه، فإذا أمطرت السماءُ سُرِّي عنه، فعرَّفته عائشة ذلك؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ [الأحقاف: 24] الآيةَ) رواه البخاري

- خامساً: الأثر الذي ورد عن جُبير بن نفير، قال: لَمَّا فُتحت مدائنُ قبرص وقع الناسُ يقتسمون السبي، ويفرِّقون بينهم، ويبكي بعضُهم على بعض، فتنحَّى أبو الدرداء ثم احتبى بحمائلِ سيفه، فجعل يبكي، فأتاه جبير بن نفير، فقال: ما يُبكيك يا أبا الدرداء؟ أتبكي في يوم أعز اللهُ فيه الإسلامَ وأهله، وأذلَّ فيه الكفرَ وأهلَه؟ فضرب على مَنْكِبيه، ثم قال: ثَكِلتك أمُّك يا جبير بن نفير، ما أهون الخَلْقَ على الله إذا تركوا أمرَه! بينا هي أمة قاهرة ظاهرة على الناس، لهم الملك، حتى تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى، وإنه إذا سُلِّط السباء على قوم، فقد خرجوا من عينِ الله ليس لله بهم حاجة" رواه سعيد بن منصور في سننه بإسناد رجاله ثقات.

سادساً: كذلك هذا الحديث الذي يتحدث عن الريح وما يقال عند هبوبها - فعن أُبَي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: (اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمِرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمِرت به) أخرجه الترمذي.

سابعاً: وقد تحصل بعض الكوارث الطبيعية بسبب البرق والرعد - فقد ثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد: 13]، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ شَدِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ". رواه البخاري في "الأدب المفرد "

ثامناً: وعن ابن عمر (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ والصواعِقِ قالَ: (اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بغَضَبكَ، ولا تُهْلِكْنا بعذابكَ، وعافنا قبلَ ذلِكَ) رواه الترمذي

تاسعاً: وكان من هدي النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كَثُرَ المَطَر أن يقول في دُعائه: (اللهمَّ حوالينا ولا علينا): ففي الحديث: فلَمَّا قامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَخْطُبُ صَاحُوا إليهِ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وانقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادعُ اللهَ يَحْبِسْها عنَّا، فتَبَسَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا علَيْنَا»، فكَشَطَت المدينَةُ، فجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَها ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قَطْرَةٌ) رواه البخاري.