الأسرة لها منزلتها وقداستها عند اليهود باعتبارها المحضن الذي يسمح بتكاثر اليهود وزيادة عددهم والمحافظة على نسلهم.
فهي مسألة مركزية بالنسبة لليهود وتشجعها الدولة باستمرار من خلال الخدمات والتسهيلات التي تقدمها الدولة للزواج والعائلات خاصة بعد ما يسمونه المحرقة اليهودية على يد الألمان حيث يحرصون على تكثير نسلهم من خلالها.
وهذه الأهمية للأسرة عند اليهود تجلت في أمور منها:
1. أن اليهود لا يحبذون الزواج المختلط الذي يتزوج فيه اليهودي من غير اليهودية أو العكس، بل يحرصون على زواج اليهودي من يهودية، وذلك حرصاً على نقاوة النسل اليهودي وعدم اختلاطه بغيره، فالأسرة اليهودية تعد مؤسسة مغلقة لأن الدين اليهودي بالنسبة إليهم لا يقبل دعوة غيرهم إليه.
2. اليهود يحبذون الزواج المبكر للرجل أو المرأة، ويحرصون على الزواج بشكل عام حتى إن التلمود يصل الرجل غير المتزوج بأنه ليس برجل حقيقي.
3. الزواج يعتبر مسألة دينية عند غالب اليهود لذلك فإن أكثر من 95% من عقود الزواج عندهم تتبع العقود الشرعية الدينية بحسب شريعة التوراة، بينما لا يتجاوز الزواج المدني الذي يخضع للنظام العلماني لا الديني نسبة 5% من الزيجات عند اليهود.
4. الدين اليهودي يسمح للرجل بتعدد الزوجات، ويجعل الرجل هو المسؤول عن الأسرة من حيث النفقة والقوامة، إلا أن القانون المعمول به عند اليهود المحتلين لفلسطين اليوم يمنع ذلك في إطار سيادة قانون الدولة الذي يحاول الفصل بين الدين والدولة للظهور بمظهر الدولة العلمانية لا الدينية، وإن كان المتدينيين لهم نفوذ في دولتهم.
5. الطلاق في الدين اليهودي صعب وليس بالأمر السهل ولا يسمح به إلا في حالات ضيقة جداً، وليس للدولة سلطان لأمر الرجل بطلاق المرأة، وإنما يجب على الزوجين أن يتفقا على ذلك رضائياً، وإن كانت المحاكم قد تدفعهم إلى ذلك من خلال بعض التقييدات والمحددات التي ستدفع الزوجين إلى التوصل إلى انفصال رضائي في النهاية.
6. يحتفظ اليهود بعلاقات قوية بين بعضهم البعض في الغالب ويساعد في ذلك أنماط العيش الحالية التي تدعم هذا الأمر لكونهم يعيشون في مستوطنات مغلقة على أنفسهم، وبعض العائلات تجتمع مع بعضها كل ليلة سبت.
ومما سبق يظهر أن الأسرة عند اليهود لها منزلة تختلف عن حالها في المجتمعات الغربية الحالية التي فرطت في مفهوم الأسرة ولم تعتن بها، وجعلت الاهتمام الأكبر هو للعلاقات الجنسية وقضائها كيفما كان، لذلك فكثيراً ما تكون الأسر مفككة عندهم ليس بينهم روابط.
بينما يمكن القول أن أهمية الأسرة عند اليهود يقارب أهميتها عند المسلمين مع فوارق واضحة ومهمة بين الطرفين.
والله أعلم