منذ جيل مضى ، كان المستهلك يذهب إلى السوق لكي يشتري كل مشترياته وكان يدفع ثمنها نقداً. لكن مع انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية ووصولها إلى المنازل واطلاق نوع جديد من شركات التجارة الالكترونية مثل Alibaba Group و Amazon و eBay وكذلك انتشار الهواتف الذكية، فإن كل ما سبق أدى إلى تعريف المستهلكين بالتسوق عبر الانترنت بغض النظر عن مكانهم في العالم، فأصبح المستهلك يشتري من أسواق افتراضية عبر الانترنت دون تواصل مادي مع البائع ولا يستطيع أن يدفع له نقداً كما هي عمليه البيع وجها لوجه؛ هذا بدوره أدى إلى تطور وتكيف عملية الدفع على شكل الأسواق الجديد لتظهر وسائل الدفع الالكترونية.
تكنولوجيا وسائل الدفع تأخذ عدة اتجاهات مستقبلية ، منها:
1- تسهيل استخدام بطاقات الدفع الالكتروني مع تعزيز الأمن الرقمي: على سبيل المثال تقوم ماستركارد بتطوير واجهات برمجة التطبيقات يستخدمها مصدري بطاقات الدفع الالكتروني؛ والتي ستوفر للعملاء واجهة واحدة لمكان تخزين بطاقاتهم عبر جميع الأجهزة الرقمية، وتعطي للعملاء صلاحيات أكبر بالتحكم عبر الهاتف المحمول في كيفية وتوقيت ومكان استخدام بطاقاتهم عند الوصول إلى تطبيق الخدمات المصرفية ، ويمكنهم أيضاً إلغاء تنشيط البطاقات عن بُعد.
2- استخدام الذكاء الاصطناعي : من المرجح أن يحوّل الذكاء الاصطناعي العديد من الصناعات في العقد المقبل ، بما في ذلك المدفوعات؛ وكلما استثمرت الشركات في التعلم الآلي، زاد نموها. على سبيل المثال؛ يمكن لعملاء "Capital One" ممن يستخدمون أدوات "Amazon" أن يطلبوا من المساعد الشخصي الافتراضي اليكسا الاهتمام بالمعاملات المالية الخاصة بهم، وكذلك تقنية بصمات الأصابع التي تسهل الدفع للعملاء الذين لديهم صعوبة في تذكر كلمة المرور ولا يحبذون القيام بإجراءات تسجيل الدخول الشاقة في كل عملية دفع أو استلام. في المستقبل ، خاصة مع تحسّن تكنولوجيا التعرف على الصوت ، يُتوقع أن تكتسب هذه الطريقة مزيدًا من القوة لإرسال واستقبال الأموال.
3- محافظ المحمول الصينية تتحرك نحو الغرب: برزت الهواتف الذكية على مستوى العالم كجهاز أساسي للمستهلكين، وتعتبر الصين أول دولة تتمحور حول الهواتف المحمولة. لأول مرة عام 2015، قام المستهلكون الصينيون بإجراء عمليات شراء عبر الهواتف المحمولة بحجم أكبر من أجهزة الكمبيوتر . مع نمو القوة الشرائية لسكان الصين وتحسن التعاون الدولي للحكومة الصينية فإنّ هذه المحافظ الصينية تتحرك غرباً، بل ويتوقع "Euromonitor International " أن تكون النفقات الشرائية الخارجية للمقيمين بالصين خلال السنوات القادمة من الأسرع نمواً على مستوى العالم.