لن تصدق كم أن الجواب على تساؤلك هذا تطلب مني الوقت والجهد في الدراسة والبحث، ولن تصدق حجم المعلومات التي قمت بتعلمها خلال اليومين الماضيين، ولكن مع الأسف لم أجد أي مرض يعتبر هو مرض الألفية بشكل خاص، فلا يمكن حصر هذه الألفية بمرض معين، بل بالعديد منها.
الأمر الذي يميز هذه الألفية عن سابقاتها هو التطور السريع والانتشار الكبير للتكنولوجيا، فحتى الأطفال الصغار أصبحوا يحملون الأجهزة اللوحية، ويقومون بالعمل على بعض التطبيقات التي كانت تعتبر مشاريع سرية قيد التطوير في أواخر القرن الماضي، ولكن لكل شيء محاسنه وسيئاته، فمعظم الأمراض التي سأقوم بالتحدث عنها لها علاقة بهذا التطور التكنولوجي وسرعة التواصل.
وأول ما سأقوم بالتحدث عنه هو الأمراض الفيروسية التي ظهرت بشكل كبير في عصرنا الحالي، حيث في بداية الألفية انتشر أحد الفيروسات التي يسمى SARS وهو أحد فيروسات كورونا وقد قام هذا الفيروس بإصابة حوالي 8000 شخص قتل منهم 800 وهي نسبة كبيرة ولكن لحسن الحظ أن فترة المناعة الخاصة به قصيرة وتظهر الأعراض بشكل سريع على المرضى مما يسبب حد الاختلاط، وعند حدوثه أشعل هذا الأمر فكرة العدوى بل وأن الحرب القادمة ستكون هي حرب الفيروسات ولم يكن العلم على خطأ بعد عدة سنوات انتشر مرض إنفلونزا الطيور وبعده إنفلونزا الخنازير، إلى أن حل علينا كوفيد -19، والآن كوفيد -20، مما يجع الأمراض التي تسمى zoonotic disease، أو
الأمراض من أصل حيواني هي مرض الألفية، ويرجح حدوث ذلك هو الانفتاح الكبير في التجارة الآسيوية على العالم بل وتقدم البلدان تقدم التكنولوجيا والعلم وزيادة التواصل بين البشر، وبسبب هذا بدأ العلماء في رحلات استكشافية للبحث عن فيروسات محتمل تطورها لفيروسات قاتلة ومسببة للوباء كما في فيروس كورونا الحالي، كما يسعى العلماء لتطوير علم اللقاحات حيث يظن العلماء أنه القوة الوحيدة في صف البشرية في هذه الحرب، وهذا خلاصة الكثير من المقالات التي قمت بقراءتها.
وفي مقالات أخرى كانت تقول إن
السمنة هي مرض الألفية الجديدة، حيث أنها تؤدي للأمراض التي تعتبر في يومنا هذا السبب الأعلى للوفاة العالم حالياً، ألا وهو أمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية، كما أنها تساهم في حدوث أمراض أخرى تعد من الأمراض العشر الأكثر تأثيراً بالعالم مثل مرض السكري، وستقول إن السمنة موجودة منذ القدم، سأقول لك نعم ولكن في عصرنا الحالي السمنة هي في انتشار واسع، فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من السمنة نصف الشعب تقريباً 45%، بينما بالماضي لم يكن يعاني منها إلا أصحاب الشأن والأموال والنفوذ وليس عامة الشعب، ويرجع في ذلك تطور التقنيات التي مكنت العالم من تكثير الدواجن واللحوم والأغذية بطرق أسرع وأقل تكلفة من قبل مما أدى لجعل الحصول على هذا النوع من الأطعمة الدسمة والضارة عند تناولها بكثرة أسها من قبل وفي متناول الجميع وبأسعار زهيدة، مما أدى لزيادة نسبة حدوث هذه الأمراض الناجمة عنه.
أما في مقالات وبحوث أخرى فقد تم الحصول على نتائج تفيد أن
الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق هي مرض الألفية الجديد، حيث أن هذه الأمراض أصبحت أكثر شيوعاً وفي ازدياد عن قبل، بل نسب الانتحار في عصرنا الحالي هي الأعلى، والسبب هو تأثير التكنولوجيا وابتعاد الإنسان عن التواصل الطبيعي بين البشر بالإضافة لابتعاده عن تواصله عن الطبيعة، فقد تغيرت القيم بسبب ذلك وأصحبت قيمة الشخص تكمن بمدى متابعيه ومدى جماله على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المستقبل سيزيد الأمر سوءً بسبب التعليم والعمل عن بعد، وذلك لأن البشر في طبعهم اجتماعيون والقيام بتغيير هذا سيؤدي لظهور هذه الأمراض وازديادها وهو ما يحدث بالفعل.
بالخلاصة وباعتقادي أن المرض الحقيقي، هو الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا وتطورها، فكما ترى كل ما تم ذكره كان التقدم التكنولوجي والعلمي سبباً لحدوثه، ولكني مع العلم، لذلك الحل سيكون بالقيام بالتوعية والحد من استخدام المفرط للتكنولوجيا أو استخدامها بما يفيد الإنسان وترك ما دون ذلك ووضع التشريعات التي تحد من تقدم وانتشار هذه الأمراض.
أعتذر على الإطالة، ولكن إن أعجبك ما قرأت وأردت البحث بالموضوع أكثر فقم بالنقر على الرابط
التالي لمعرفة المرض الأكثر انتشاراً بالوطن العربي.
المصادر المرجعية المستخدمة بالإجابة: