فصيام ثلاثة أيام من كل شهر كمن صام الدهر كله إذا ضمن على نفسه عدم الرياء وكان صومه خالصا لله تعالى.
وأن الحسنة بعشر أمثالها.
- فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أبا ذر: إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة. رواه أحمد والنسائي والترمذي.
- كما روى الصحابي عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر.) متفق عليه.
- ولا نعلم بماذا سيجزي الله تعالى أهل الصيام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).
-فقد اتفق العلماء على أنه يسن ويستحب صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وذهب الجمهور منهم –الحنفية والشافعية والحنابلة- إلى استحباب كونها أيام البيض،
- وهذه الأيام تبدأ من اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وتعرف هذه الأيام بمعرفة بداية الشهر الهجري، ويثبت الشهر برؤية الهلال أو بإكمال الشهر السابق له ثلاثين يوما،
- وذهب المالكية إلى كراهة صوم أيام البيض فرارا من التحديد ومخافة اعتقاد وجوبها،
- ولكن الأصح هو ما جاء وذهب إليه المذهب الأولى.
- وسميت بيضا لبياض لياليها بالقمر، لأنه يطلع فيها من أولها إلى آخرها، ومن أجل ذلك قال ابن بري: الصواب أن يقال: أيام البيض، لأن البيض من صفة الليالي، أي أيام الليالي البيضاء.
- فينبغي على المسلم إذا أراد أن يصوم من الشهر أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، والأولى أن تكون أيام البيض، ولكن من عجز عن صيام أيام البيض، وصام غيرها أجزأه وحصل له أصل السنة بإذن الله تعالى،
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم. لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض. وقد صح عن الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر
وهناك أيضا فوائد طبية عظيمة لمن صام تلك الأيام:
فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنّ القمر له يؤثر في نفسيّة الإنسان عندما يكون بدراً،
ويكون بدرا في أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمريّ،
وقد أجرت الأبحاث دراسات تؤكد أنّه في هذه الفترة يزيد لدى الإنسان التهيّج العصبيّ والتوتر النفسيّ، ويرجع سبب ذلك وتفسيره علميّاً إلى أنّ جسم الإنسان يتكوّن من 80% من الماء، أما الباقي فهو فقط المواد الصلبة، تماماً كسطح الأرض، وبما أنّ قوة جاذبيّة القمر تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، فإنها تسبب أيضاً هذا المدّ في جسم الإنسان، وهذا يحصل عندما يكون القمر مكتملاً في الأيام البيض.
وعلى ذلك كان التوجيه النبوي في صيام تلك الأيام كعلاجٍ لتلك الظاهرة، وحلٍّ لها إذ إنّ الصيام فيه امتناعٌ عن السوائل، وبالتالي خفض نسبة الماء في الجسم في الفترة التي يؤثر فيها القمر على الإنسان، وبالتالي يستطيع الإنسان السيطرة على قوى جسده ونزعاته، فيكتسب بذلك؛ صفاءً نفسيّاً، واستقراراً، وراحةً، وصحةً، وطمأنينةً.
كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أنّ الصيام يؤدي إلى منع تراكم المواد السامة في الجسم، مثل: فوسفات الأمونياك في الدم وحمض البول،
فمثل هذه المواد من المحتمل أن تؤدي إلى تراكمات تؤثر سلباً في أعضاء جسم الإنسان كالمفاصل والكلى، ويكون في الصوم وقاية من تلك الأمراض.
كما أن الصوم يحمي من مرض الملوك المسمى (النقرس)، وصيام يوم واحد فقط يؤدي إلى تطهير الجسم من فضلات عشرة أيام، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يؤدي إلى تخليص الجسم من فضلات وسموم ثلاثين يوماً.
والله أعلم.
182 مشاهدة
