لم يثبت في الشرع أن سورة الزلزلة لها فضل مميز عن بقية سور القرآن الكريم، فالقرآن الكريم كله عظيم وله فضل لحفظه ولم يثبت بأن لسورة الزلزلة اثر للصلح بين الأزواج،
فلا يوجد أي سورة مخصصة للإصلاح بين الزوجين،
وأن الدعاء هو من أعظم أسباب حصول المطلوب،. لكن دون تحديد أي سورة من القرآن الكريم.
فقد تم توجيه السؤال التالي إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: ما صحة حديث "من قرأ سورة الزلزلة كل ليلة كانت له كعدل نصف القرآن" أو ربع القرآن كما وردت في بعض الأحاديث؟ الحديث الأول: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قرأها (الزلزلة) في ليلة كانت له كعدل نصف القرآن».
الحديث الثاني: عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ﴾ [الزلزلة: 1] عدلت نصف القرآن».
فكان جواب اللجنة على النحو الآتي:
1 - الحديث الأول أخرجه ابن السني من طريق عبيس بن ميمون، حدثناً يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ ليلة ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] كانت له كعدل ثلث القرآن». عبيس بن ميمون ضعيف، ولكن للحديث شواهد يتقوى بها.
2- والحديث الثاني أخرجه الترمذي في (جامعه) قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي البصري، حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث أبي هريرة السابق، ولكن بدون ذكر الليلة. وفي هذا الإسناد الحسن بن سلم وهو مجهول، ولكن للحديث شواهد.
- ونقول إن حفظ كتاب الله تعالى له فضل عظيم بدون استثناء، فحفظ آية منه ترفعك درجة عند الله تعالى، كما ورد في الحديث الصحيح: (يقال لقارئ القرآن: اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني
- كما أن لك بكل حرف تحفظه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرة أمثالِها لا أقولُ ألم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) صحيح الترمذي.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال وهو: هل صحيح أنها تساعد في الصلح بين الزوجين؟ فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولكن الذي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها لرجل من أصحابه كمهر يقدمه للزواج.
- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: "هل تزوجت يا فلان؟ " قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج؟! قال: " أليس معك " قل هو الله أحد "؟ ". قال: بلى. قال: " ثلث القرآن " ". ل: " أليس معك " إذا جاء نصر الله والفتح "؟ ". قال: بلى. قال: " ربع القرآن ". قال: " أليس معك " قل يا أيها الكافرون "؟ ". قال: بلى. قال: " ربع القرآن ". قال: " أليس معك " إذا زلزلت الأرض "؟ ". قال: بلى. قال: " ربع القرآن" تزوج، [تزوج]. ثم قال: هذا حديث حسن.
تفرد بهن ثلاثتهن الترمذي لم يروهن غيره من أصحاب الكتب.
- وعليه: فليس هناك علاقة بين سورة الزلزلة وبين نية الصلح بين الأزواج المتخاصمين، فهناك من يقول إذا قرأ الزوجان سورة الزلزلة 41 مرة بعد الصلاة لمدة سبعة عشر يوماً فإنها تساعد في الصلح بينهما وإزالة الشك الحاصل بينهم، وهذا ليس عليه أي دليل فلا يصح، ويعتبر من البدع. ولا يجوز للإنسان أن يخترع عبادة، أو ينسب للشرع ما لم يرد به.