صحة الحديث :
الحديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه :
"إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه".
و راوي الحديث هو الصحابي أبو بكرة رضي الله عنه وقد حدث به الأحنف بن قيس لما ذهب ليقاتل في جيش علي جيش معاوية رضي الله عنهم .
شرح الحديث :
ومعنى الحديث : أنه إذا تقاتل المسلمان لأجل دنيا أو طلب ملك أو غيرها من أمور الدنيا التي لا يجوز قتال المسلم لأجلها ، فإن هذا القتال محرم بل هو كبيرة من الكبائر وصاحبه متوعد بالنار إلا أن يعفو الله عنه .
فإن قتل أحدهما صاحبه أثناء القتال فقد أخبر النبي عليه السلام أن كليها في النار يعني متوعد بالنار ويستحقان النار على ما فعلا وإن لم يكن يعني ذلك خلودهما فيها .
فالقاتل : يستحق النار لأجل ارتكابه معصية القتال ومعصية القتل بسفكه دماً حراماً لم يأذن الله فيه .
وأما المقتول : فإنه لما كان مثل القاتل في العمل والنية ، ولم يمنعه من قتل صاحبه إلا ان صاحبه ظهر عليه وقتله ، فإنه بعمله أولا وهو قتاله لأجل الدنيا ومحاولته قتل المسلم ، ثم بنيته وهي أنه كان حريصاً على قتل صاحبه يستحق أيضاً النار .
فكونه عزم على قتل المسلم وإنما منعه موته قبل تحقق مقصوده لا توبته يستحق لأجل ذلك النار .
فقد استوى مع صاحبه في أصل العمل والنية وإن لم يكن وصل إلى مقصوده كصاحبه .
قال النووي رحمه الله " من نوى المعصية، وأصر على فعلها ولم يمنعه منها إلا العجز يكون آثماً، وإن لم يفعلها ولم يتكلم بها. ".
فهذا الوعيد يحمل على ما كان في قتال الفتنة لا ما كان مأذوناً فيه كقتال الفئة الباغية إذا اصرت عل القتال ، لذلك تنزيل أبي بكرة الحديث على قتال علي لمعاوية اجتهاد خاطئ منه.
وإنما يمكن حمله على قتال العباسيين للأمويين وكلهم غرضه طلب الملك .
والله أعلم