هذه التسمية وردت في سورة الرحمن في قوله تعالى (سنفرغ لكم أيها الثقلان)، والمقصود هو الإنس والجن بالإجماع.
أما سبب التسمية فقد روي فيها ثلاثة أسباب:
الأول: أنها من الثقل المادي الحسي على الأرض، فالإنس له جسم ووزن وثقل وكذلك الجن، فهم في حال حياتهم ثقل على الأرض، وفي حال موتهم ودفن أجسادهم فهو ثقل لها أو فيها.
كما قال تعالى في سورة الزلزلة (وأخرجت الأرض أثقالها).
قال العلماء في تفسيرها: يعني ألقت الموتى من داخلها، فسمى الموتى أثقالا.
قال أبو عبيدة والأخفش: "إذا كان الميت في بطن الأرض، فهو ثقل لها. وإذا كان فوقها، فهو ثقل عليها"
فآية الزلزلة تدعم هذا السبب وتؤكده.
الثاني: أنها من الثقل المعنوي، فهم لهم ثقل ووزن وجاه عند ربهم إذ كلفهم بأمانة التكليف من دون سائر المخلوقات.
كما قال القرطبي رحمه الله "سميا بذلك لعظم شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من غيرهما بسبب التكليف"
وأمانة التكليف نفسها ثقيلة فيمكن القول أيضاً أنهما ثقيلان لأنها مثقلان من أمانة التكليف التي رفضتها السماوات والأرض والجبال.
قال تعالى في سورة الأحزاب (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72).
فهذا الإنسان والجن كالإنسان في ذلك فهم مكلفون بالإجماع ويجري عليهم الثواب والعقاب، ول
الثالث: أنهما ثقيلان من الذنوب، وعلى هذا تكون ثقلان أصلها مثقلان اسم مفعول.
والذنوب تثقل كاهل العبد لأنها يحمل تبعاتها وآثارها، لذلك وصف لله الكفار بأنهم يحملون أوزارهم كما قال تعالى في سورة النحل (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة..)
فهي عبء وثقل معنوي على العبد في الدنيا تثقل قلبه وتتعبه وتسوده وتثقل كاهل في في الآخرة بما يلقى من حساب وعقاب.
والله أعلم