ما هو سبب تسمية الإمام علي بأمير النحل ومن الذي أعطاه هذا اللقب

هذا اللقب غير مشهور لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا يعرف من أطلقه، وإنما ذكره بعض المتأخرين في كتبهم استنباطاً من حديث ضعيف غير صحيح منسوب إلى النبي عليه السلام وصف فيه علي بأنه يعسوب المؤمنين.

واليعسوب هو ذكر النحل، وكانت العرب تعتقد أن ملكة النحل ذكراً، فسموا كل مقدم في قومه يعسوباً.

قال المناوي في فيض القدير (قال في المحكم: اليعسوب أمير النحل، ثم كثر حتى سمّوا كل رئيس يعسوباً، وقال ثعلب: اليعسوب ذكر النحل الذي يتقدمها، ويحامي عنها).

وقد روي في الحديث عن أبي ذر وسلمان قالا: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم، بيد علي، فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين " (رواه الهيثمي في مجمع الزوائد).

ولكن هذه الحديث ضعيف السند ومنكر المتن ولم يطلق أحد على علي أنه الصديق بل هو لقب اختص به أبو بكر، والفاروق لقب اختص به عمر كما هو معروف.

وروي في حديث آخر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعلي (يا علي أنت سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين) رواه الخوازرمي بإسناده وهو ضعيف أيضاً.

وبناء على ما ذكر في هذه الأحاديث من وصف علي رضي الله عنه بأنه يعسوب المؤمنين، يعني قائدهم، واليعسوب هو في الأًصل من النحل ذهب البعض إلى تسميه علي بأمير النحل.

كما قال الدميري في كتابه حياة الحيوان " من هنا قيل لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أمير النحل"

 وذكر عن بعض الشيعة أنه نسب هذا اللقب إلى علي بناء على تفسيرهم لقول الله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون..) وأولوا ذلك أن النحل هم النحل وعلي كفهم وهذا تحريف للقرآن وكذب عليه.

وعلى كل حال فهذا اللقب لم يشتهر عن علي رضي الله عنه كما قلت،ولا يصح وصف علي به مع وجود أبي بكر وعمر خاصة، فإنه رغم فضل علي رضي الله عنه وسابقته وعظيم منزلته في الأمة إلا أنه يأتي في الأفضلية بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالاتفاق وبعد عمان على الصحيح ، فهو رابع الأمة في الأفضلية.

والله أعلم