ما هو رأيك في الأساتذة الذين يلجأون إلى العنف في تعليمهم؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     أنا ضد العنف المدرسي بكافة أشكاله! فمهما كان السبب لا يجب أن تكون ردة الفعل على تمثيلات وأفعال واستفزازات الطلبة بهذا الشكل الذي اعتبره مُهينًا لكلا الطرفين! 

    علينا أن نعرف أن لا أحد يتعلم عنوة، فالعنف لن يولد إلا عنف. تُعرِّف منظمة الصحة العالمية العنف بأنه: "الاستخدام المتعمد للقوة البدنية أو القوة الجسدية، المهددة أو الفعلية، ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع، مما يؤدي إلى حدوث إصابة أو وفاة أو احتمال كبير لهما. أو أذى نفسي أو سوء نماء أو حرمان". يقوم بعض المعلمين بالاعتداء على طلبتهم جسديًّا أو لفظيًّا بمبرر أو دون مبرر. مما يسبب في توليد التنمر وخلق النزاعات والصراعات ما بين المعلم والطلبة، أو الطلبة أنفسهم، والتخريب المتعمد للممتلكات المدرسية، والتسرّب من المدرسة. كما قد وصل الأمر لتعدي الطلبة بعد تعنيفهم على ممتلكات المعلم، من خلال تخريب سيارته، أو إخفاء أغراضه. وقد شهدت موقفًا قام به المعلم بتعنيف طالب وإلقائه من قميصه خارج الحصة، وفي اليوم التالي قام الطالب بإشعال سلة النفايات وجزء من السبورة، وقد اعترف لي الطالب بذلك لإحساسه بالدونية بسبب المعلم. 

  عندما لا يدرك المعلمون بوضوح وضعهم الاجتماعي أو أهمية دورهم في تكوين وتعليم طلابهم، وكونهم قدوة لطلبتهم، فإنهم يميلون إلى مخالفة التوقعات ليكونوا عنيفين تجاه الطلاب، أو يعاقبونهم بخصم العلامات، أو يتجاهلونهم أو يتخذون الإجراءات التي تؤدي إلى زيادة الصراع والمزيد من العنف. 

   إن استخدام السلطة الممنوحة للمعلمين بشكل سيء، سيرفع من مستوى التحديات والمعيقات في المجتمع المدرسي. كما يظهر افتقار المدرسة للأساسيات التي تقوم عليها تعليمات الانضباط المدرسي، فلماذا يلجأ المعلم للعنف، ولديه تعليمات واضحة من وزارة التربية؟ لماذا يلجأ للعنف وهو الشخص الراشد في هذه الحلقة؟ لماذا يفقد صبره ويجعل طفل- مهما كان عمره- أن يستفزه؟. ممارسة العنف أمر غير مقبول تمامًا؛ فحتى في الدين يمنع الضرب وخاصة على الوجه، حتى طبيعة العقاب من أجل الصلاة بالضرب له شروط صارمة محددة منها عدم الإيذاء أو التأثير على نفسية الطفل. على المعلم أن يحصل على فرص متعددة لتجربة العديد من البيئات المختلفة الحساسة من خلال تأهيل وتدريب المعلم نظريًّا وعمليًّا على مواقف متعددة لتثقيفه بالتصرف القويم تجاه السلوكيات الخاطئة، مع استخدام أساليب التعزيز المتنوعة، وجعل العقاب مشروطًا لا يمارسه المعلم وتركه يقتصر على الأهل إن أرادوا ذلك. 

   على المعلم أن يتذكر وظيفته الأبوية، قبل أن تكون وظيفة تعليمية، فالعلم يمكن الحصول عليه كيفما ووقتما يشاء، إلا أن التربية وكيفية التصرف في الحالات غير السوية تتطلب من المعلم أن يبتعد عن العنف، الذي سيوسع الفجوة بينه وبين طلبته، وتجعل تجربة التعلم مؤلمة، وتخرّج طلبة ذوي نفسيات غير سوية؛ وخاصة لو كان هذا العنف يتفاقم بالمنزل أيضًا. 

  لا أنكر أنني فيما سبق قد لجأت يومًا للعنف بشكل أو آخر؛ حيث كان العصر ومستلزماته تسمح بذلك. لكن لا أخفيك خبرًا، أنني كنت ألوم نفسي وأقرعها على ما اقترفت يداي وفمي. لأقرر يومًا أن أجرب طرق أخرى، منها التحدث مع الطالب، أو تغيير نبرات الصوت للتنبيه، أو إرضاء غروره بتشجيعه واستخدام أمثلة من سلوكياته الجيدة، أو إشراكه معي في الحصة بطريقة أو أخرى، أو تكليفه بمهام محددة، أو حتى أحيانًا تجاهل تصرفه، أو إعطائه تلك النظرة المحدقة الصارمة في عينه مع سكوت طويل فيعرف أن هناك خطأ يجب تداركه. وحتى التواصل مع ولي المر لإطلاعه على المستجدات والتعاون معه للتوصل لحلول منطقية بعيدة عن سبل العنف التي أعتقد أنها بائدة متخلفة، لا تنهض بأمم، ولا تصنع شعبًا واثقًا بنفسه، ولا ترفع قيمة المعلم الأبوي والنظام التعليمي. 

المراجع: 

- تجربتي الشخصية كمعلمة لمدة 20 عام. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة