هانيبال (Hannibal)؛ مسلسل الرعب والإثارة النفسية، والمأخوذة شخصياته وعناصرة من رواية التنين الأحمر لكاتبها توماس هاريس. بدء عرض المسلسل عام 2014 وانتهى في 2015 بواقع ثلاثة مواسم. ولاقى العمل وأداء الممثلين ترحيبًا كبيرًأ. وفاز بجائزة زحل لأفضل مسلسل تلفزيوني عن موسميه الأول والثاني، إضافة لجوائز الممثلين ميكلسن ودانسي أبطال العمل.
يتحدث المسلسل عن ويل غراهام، الشاب الذي يملك من الاضطرابات النفسية عددًا لا بأس به، ويعمل منمّطًا لدى المباحث الفيدرالية من أجل العمل على فهم اختفاء ثمانِ فتيات في ولاية مينيسوتا. تزيد الجرائم من تدهور الوضع النفسي لغراهام، فيلجأ العميل الفيدرالي لطلب المساعدة من هانيبال ليكتر؛ الطبيب النفسي.
تبدأ علاقة ويل مع هانيبال من خلال جلسات العلاج النفسي، وينتهي الأمر بالإعجاب الشديد من قبل هانيبال لويل الذي يملك مهارات تقصي للقتلة السيكوباثيين بشكل لا يصدق. ويبدأ الصراع الخفي بين الإثنين، حيث أن ليكتر هو العدو الأول لغراهام، فهو القاتل المتسلسل الذي تسبب بقتل فتيات مينيسوتا وآكل للحوم البشر، وكان قد استغل ويل ليستطيع التلاعب بالمباحث الفيدرالية من الداخل. ثم يعمل جاهدًا على التأثير بويل وتحويله لقاتل من خلال نقاط ضعفه النفسية والتي يعرفها جيدًا بصفته طبيبه النفسي.
أما رأيي بمسلسل هانيبال (Hannibal) فأراه من الأعمال التي تستحق المشاهدة والانتشار بشكل واسع. إذ أنه ليس مجرد دراما اعتيادية تعرض على الشاشات، بل لقد حملت حواراته الكثير من الفلسفات العميقة، والتصوير الحقيقي لصراع النفس، والاضطرابات النفسية التي تؤثر عليك وتُشعرك بهالتها.
يتمحور الكثير من الأحداث في العمل حول النزعة البشرية نحو الكمال. وذلك ما عمل عليه الطبيب النفسي هانيبال ليكتر الذي لا يسعى لشيء سوى كماله وطمأنينته التي لا يعنيها أن تكون الوسيلة إليها بالجريمة أو اسقاط جدار الأخلاق. إن الصورة الراقية لهذا الشخص استطاعت أن تخفي الكثير خلفها، وحتى عندما انكشفت الحقيقة، ما زاد ذلك هانيبال إلا نرجسيةً واستعلاء. وحيث أنه لم يكتفي تبعًا لطمع النفس البشرية، قرر جر ويل معه لشدة حبه له، مصوّرًا بذلك الكاتب أروع صور الحبكات الأشد ظلمة والأشد جذبًا.
من الأمور التي عمل عليها طاقم العمل هي اطباق الطعام التي حوت لحوم البشر، فقد استعان الطاقم بطاهٍ حقيقي قدّم وصفات طعام حقيقية حتى تبدو أطباق الطبيب ليكتر واقعية وجاذبة على مائدته حلقة تتلو حلقة. ثم تفاصيل الإضاءة التي كان لها أكبر دور بوصف الحالة النفسية لويل غراهام في أغلب المشاهد، أو تصوير الحوارات الصامتة المليئة بالدلالات بين ويل وطبيبه.
برأي أن عملًا يحمل هذا الزخم من التفاصيل والفلسفة هو من الأهمية لأن يعرض على جميع الشاشات، وأن يحلل بكل تفاصيله، وأن يُعطى جميع الفرص والاهتمام الذي يستحقه دون أدنى شك.
39 مشاهدة
