ما هو رأيك بالوطنيات والقوميات؟

أهم معلومة عند طرح نقاش الوطنيّة والقوميّة هي أنّ الإنسان كائن مُنتمي كما يُقال، فطبيعي جدًّا أن يتشكّل فيه ما يسمّى بالوطنيّة أو القوميّة؛ لأنّهما عبارة عن شعورين بالانتماء لجماعة مُشتركة تاريخيًّا أو دينيًّا أو ثقافيًّا أو فقط جغرافيًّا. 

عن رأيي؛ سأُخصّص حديثي عن القوميّة العربيّة. الكثير من العرب تتعارض وطنيّتهم مع قوميّتهم، بسبب فهمهم الغبي لمعنى الوطنيّة واختزاله بحكّام وشخصيّات لا بالأرض والتّراث الزّاخر. 
أنا كائن قومي للغاية، لمّا تتعمّق بالتّاريخ ستجد أنّ توحّد جماعات كبيرة لتحقيق انتصارات شعبيّة بمبدأ القوميّة عاد عليهم بنتائج عظيمة، بدليل ليس بعيد؛ الثّورة العربيّة الكبرى، لا أحد يفهم صراعات وآلام العرب كالعرب أنفسهم، فما من حلٍّ خارجيّ إلّا وهتّك السّياسة والاقتصاد وأهلكهما أكثر، ومن هون تأتي أهميّة القوميّات والوطنيّات، وليس في الأغاني الوطنيّة ولا الاستعراض العشائري ولا التعصّب ولا العنصريّة، الوطنيّة لا تتعارض مع العولمة والانفتاح، إنّها تشجّع على ذلك، بصفتها رجاء حقيقيّ للاستفادة من تجارب الأمم الأخرى مثلًا! إخلاصًا ورغبة في التّغيير والتّنمية. 

تنشأ بين الناس كلما انحط الفكر رابطة الوطن ، وذلك بحكم عيشهم في أرض واحدة والتصاقهم بها ، فتأخذهم غريزة البقاء بالدفاع عن النفس ، وتحملهم على الدفاع عن البلد الذي يعيشون فيه ، والأرض التي يعيشون عليها ، ومن هنا تأتي الرابطة الوطنية ، وهي أقل الروابط قوةً وأكثرها انخفاضاً ، وهي موجودة في الحيوان والطير كما هي موجودة فـي الإنسان ، وتأخذ دائماً المظهر العاطفي . 
وهي تلزم في حالة اعتداء أجنبي على الوطن بمهاجمته أو الاستيلاء عليه ، ولا شأن لها في حالة سلامة الوطن من الاعتداء وإذا رد الأجنبي عن الوطن أو أخرج منه انتهى عملها ، ولذلك كانت رابطةً منخفضةً.
وحين يكون الفكر ضيقاً تنشأ بين الناس رابطة قومية ، وهي الرابطة العائلية ولكن بشكل أوسع ، وذلك أن الإنسان تتأصل فيه غريزة البقاء فيوجد عنده حب السيادة ، وهي في الإنسان المنخفض فكرياً فردية ، وإذا نما وعيه يتسع حب السيادة لديه ، فيري سيادة عائلته وأسرته ، ثم يتسع باتساع الأفق ونمو الإدراك فيرى سيادة قومه في وطنه أولاً ثم يرى عند تحقق سيادة قومه في وطنه سيادتهم على غيرهم ، ولذلك تنشأ عن هذه الناحية مخاصمات محلية بين الأفراد في الأسرة على سيادتها ، حتى إذا استقرت السيادة في هذه الأسرة لأحدها بانتصاره على غيره انتقلت إلى مخاصمات بين هذه الأسرة وبين غيرها من الأسر على السيادة ، حتى تستقر السيادة على القوم لأسرة أو لمجموعة من الناس من أسر مختلفة ، ثم تنشأ المخاصمات بين هؤلاء القوم وغيرهم على السيادة والارتفاع في معترك الحياة . ولذلك تغلب العصبية على أصحاب هذه الرابطة ، ويغلب عليهم الهوى ونصرة بعضهم على غيرهم . ولذلك كانت رابطة غير إنسانية ، وتظل هذه الرابطة عرضة للمخاصمات الداخلية إن لم تشغل عنها بالمخاصمات الخارجية .

في فترة ما كنت أعتقد هذا الشيء نوعا ما لأن عائلتي كانت لا ترحب بهذا المصطلح لذلك كطفلة صغيرة تظن أنه كل ما تقوله العائلة هو الأصح دائما لذلك كنت لا أفكر أو لم أحاول التفكير بالأمر أو تأمله أو فهمه أو حتى التعمق به للحظة واحدة لأن كما ذكرت أنت كنت أظن أي شيء تقوله العائلة هو الصح دائما، بعد مرور فترة كبيرة وطويلة وأصبحت في سن 15 بدأت أخيرا أنظر للعالم بشكل عام بصورة أكثر تطورا وثقافة أصبحت أعير الأمر اهتماما عظيما وغير عادي أصبح كشيء مهم وحافز قوي لتغذيه عقلي وان اخرج من قوقعة الاتباع هذه وعن السير حول آراء الآخرين من دون التفكير للحظة وحده بماذا أظن حوله، لكن أنا الآن لم أعد كذلك حسنا الأمر ببساطة أصبح يعني وجهات نظر وثقافات وبأنه كل من يعيش تحت هذه السماء له الحق في سلوك واتخاذ مجرى يناسب مخيلته وتفكيره وبأنه ليس من حقي وليس من حق أي شخص أن يعترض على ذلك وبأنه حق والحياة للجميع وهو الأدري والأحق بها لذلك لنكن أرقى وأثقف وأن نتقبل كل القوميات بتفهم ونبوغ وعقل متعلم وناضج

محاولة لصب البشر كقوالب الإسمنت

إذا كان الإنسان ليس مخلصا لوطنه فما قيمة الحياة

مجرد انتماءات و القاب نلصقها بعد ذكر اسماءنا. 
ندجج بها التعريف المبهم ،ونهرب بها كي لا نسأل عن ذواتنا ، ونخفي وراءها حقيقتنا الغامضة في هذا الامتداد الجغرافي الضيق،،،