ما هو رأيك باحتمالية وجود عوالم موازية لعالمنا؟

1 إجابات
profile/بيان-احمد-2
بيان احمد
ماجستير في الفيزياء (٢٠١٨-حالياً)
.
٠٢ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
من منا لا يحب أن يتأمل فكرة الاكوان المتوازية , و التي ربما تكمن في إلتماس لعالم مثالي حيث سيكون لديك فرص ثانية! و الأمور تجري بطريقة مختلفة! لكن هل هناك مكان في العلم لإجراء تخمين حالم كهذا ؟ أي إذا كان ''الكون'' هو كل ما هناك , لن تستطيع إمتلاك إصدارين منه, أليس كذلك؟ وإلا سيكون الكونان هما "الكل شيء" و ما أسميناه الكون لم يكن كل شيء! أتفهمني؟

المشكلة هنا تكمن في المصطلحات, فالفيزيائيون يتكلمون بشكل غير دقيق أحياناً عندما يستخدمون اصطلاح الكون. بينما يستلزم عليهم استخدام اصطلاح " الكون المرئي"، و هو جزء من الكون الكلي الذي بإستطاعتنا رؤيته.

بإمكاننا ايضاً ان نتحدث عن اكثر من كون مرئي, فمثلاً ذلك الفضائي الموجود بالقرب من حافة كوننا المرئي، سيكون باستطاعته رؤية أجزاء من الكون الكلي لا نستطيع نحن رؤيتها, لأن الضوء لايملك الوقت الكافي للوصول إلينا.

في الفيزياء , إن اصطلاح "الأكوان المتعددة" عادة ما يشير إلى ثلاثة نماذج فيزيائية للكون لا علاقة لها ببعض، لم يتم تأكيد او تجريب اي من هذه النماذج اختبارياً ايضاً.

النوع الأول: الكون الفُقاعي او كون الثقوب السوداء الصغيرة :

و هو أبسط نوع من أنواع الأكوان المتعددة، الفكرة الأساسية تكمن في احتمالية وجود أجزاء أُخرى من الكون، بعيدة لدرجة اننا لن نتمكن من رؤيتها، أو أنها موجودة بداخل ثقوب سوداء ولن نتمكن ايضا من رؤيتها ايضاً. هذا النموذج صُنع لتفسير التميز الذي يتفرّد به كوننا في توليد النجوم و المجرات و الثقوب السوداء و الحياة بشكل عام. و كما تقول الحُجة, اذا كان كل من هذه "الفقاعات" غير المتصلة تماماً في الكون لها قوانين فيزياء مختلفة قليلاً, اذاً و حسب التعريف لن نستطيع التواجد إلا في واحدة لها قوانين طبيعة تسمح لنا بالتواجد.

مثلا يجب علينا ان نكون في كون تشكلت فيه الكرة الأرضية, فإذا لم تكن الارض موجودة  فإننا لن نكون هنا ببساطة.

إذا لم تقتنع عزيزي القارئ بهذا المنطق، لاتقلق ، فإنه لا يوجد الكثير من الأدلة التجريبية لهذا النموذج من الأكوان المتعددة حتى الان.

النوع الثاني : الأغشية والأبعاد الإضافية :

و هي مستوحاة جزئياً من عجز رياضيات نظرية الأوتار String Theory على التنبؤ بالعدد الصحيح من أبعاد الكون المرئي, اقترحت نظرية الأوتار الفكرة التالية: إن ما نفكر فيه ككوننا هو في الواقع مجرد سطح ثلاثي الأبعاد مطمور في كون فائق مكون من 9 ابعاد مكانية Spatial Dimensions .

و لتقريب الصورة لذهنك، الأمر تماماً كمثل أن اوراق الصحيفة هي سطح ثنائي الابعاد مطمورة في عالمنا الثلاثي الأبعاد. و بطبيعة الحال، إذا كان للفضاء 9 أبعاد بدلا من الثلاثة، سيكون هناك الكثير من المساحة لسطوح ثلاثية أبعاد أخرى، مثل سطحنا ، لتكون أكوان في حد ذاتها، ولكن، مثل صفحات الصحف، ستكون في الواقع جزءاً من الكل. إن هذه الأنواع من السطوح تسمى "أغشية".

و للتذكير، وليس هناك حتى الآن أي دليل تجريبي على هذا النوع من الكون المتعدد.

النوع الثالث : صورة العوالم المتعددة لميكانيكا الكم :

من المثير للدهشة أن الفزيائيين لم يستطيعوا إدراك الكيفية التي تتحطم بها الدالة الموجية في الفيزياء الكمية، ولكم فرضية العوالم المتعددة تفسر ذلك. بإفتراض أن كل إطار زمني للكون حقيقي و أن كل الأطر الزمنية تحدث بطريقة متشعبة و إلى الأبد. تماماً كروايات كونية تحدث فيها كل القصص المحتملة. و إذا كان الوضع كذلك، فلن يمكننا إدراك ذلك، لأننا سنكون عالقين بالعيش في واحد من العديد من الحيوات اللانهائية المتاحة لنا.

نظرية العوالم المتعددة تشبه نظرية الاكوان المتعددة الفقاعية بإفتراض أن "ربما كل شيء ممكن الحدوث، سوف يحدث عاجلاً أم آجلاً" ، وأننا فقط موجودين في سلسلة الاحداث التي نحتاجها للوجود. و إذا لم تقتنع بهذا المنطق، لاتقلق مجدداً، لايوجد اي دليل تجريبي لهذا النموذج من الكون المتعدد.