ما هو رأي العلم في ما يخص تفسير الأحلام؟

ولم لا نقول ما رأي الدين فيما يخص تفسير الأحلام , فالدين أولى من العلماء ..
ففي زمن يوسف عليه السلام قد فسّر لرجلان كانا معه بالسجن رؤياهم وفد تحققت بعد سنوات وذلك بفضل الله فقد وهبه تلك الموهبة التي خصها به عن باقي البشر ..
الرسول عليه السلام كان يسأل الصحابة وقت صلاة الفجر عن رؤياهم لتثب أن الرؤيا قبل الفجر , أما العلم فكثير من العلماء تعلموا علم التأويل ولكن لا بد من وجود صفات في المفسر فليس أي أحد يستيطع ذلك .

في الواقع أنا لا أؤمن بموضوع تفسير الأحلام فالحلم يختلف تماماً عن الرؤيا فمثلاً لو كانت رؤيا هنا يكون الموضوع يستحق التفسير وما إلى ذلك (يمكنك القراءة أكثر حول الفرق بين الحلم والرؤيا من هنا).

من الناحية العلمية فهناك علم كامل يدعى علم الأحلام له خبرائه ومتخصصيه، دعني أعطيك بعض المعلومات التي أعرفها عن الأحلام بعيداً عن تفسيرها:
- يحلم الشخص من 4-7 أحلام في الليلة الواحدة لكن في الغالب يستيقظ وهو لا يتذكر إلا 10% من أحلامه.
- معظم الناس تحلم نفس الأحلام لكن مع إختلاف التفاصيل مثل أحلام السقوط أو الطيران.
- الشخص الكفيف يستطيع أن يحلم لكن أحلامه تكون عباره عن ما يمتلكه من حواس مثل الصوت، اللمس، الشم والعاطفة لكنها لا تحتوي على صور.
- لا يمكن لنا الحلم بأشخاص لم نرهم في حياتنا أبداً فمن المؤكد أن نكون قد رأيناهم مرة واحدة على الأقل.
- الحيوانات أيضاً تحلم.

حسناً بناءاً على العديد من الدراسات فإن الأحلام تحدث نتيجة تجاربنا وخبراتنا في الحياة وحتى الأحداث اليومية التي نمر بها، فمثلاً هناك ما يسمى بالحلم الحقيقي وهو عبارة عن تجربة مر بها صاحب الحلم، أيضاً يوجد الأحلام الوهمية وهي الأحلام المستحيلة كالطيران أو اكتساب قوى خارقة، لكن هل تعلم أن محيطك الخارجي يؤثر على نوعية الحلم الذي تحلم به فملاً وأنت نائم شممت رائحة جميلة فهذا يساعد على جعل حلمك إيجابياً والعكس، وطبعاً تتأثر نوعية الأحلام بالإضطرابات النفسية أو الصدمات التي تعرض لها الإنسان تكون عباره عن كوابيس.

عن أبي سعيد الخُدْري – رضي الله عنه - أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله؛ فلْيَحْمَدِ الله عليها، ولْيُحَدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان؛ فَلْيَسْتَعِذْ من شرِّها، ولا يذكرها لأحدٍ؛ فإنها لا تضرُّه) رواه البخاري

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ولا يخبر بها أحداً " أي لا يقول رأيت ورأيت ولا يذهب إلى الناس يعبرونها ولا يذهب إلى أحد يفسرها فإنها لا تضره أبداً حتى وكأنها ما وقعت وفي هذا راحة له وبعض الناس إذا رأى شيئاً يكرهه ذهب يتلمس من يفسر له هذه الرؤيا ونحن نقول له لا تفعل ذلك وكان الصحابة رضي الله عنهم يرون الرؤيا يكرهونها فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الحديث استراحوا فصار الإنسان إذا رأى الرؤيا التي يكرهها بصق عن يساره ثلاث مرات واستعاذ من شرها وشر الشيطان ولم يحدث بها أحدا ثم لا تضره وكأنه ما رآها.
 *وننبه على أن الحالم أو الرائي لا ينبغي أن يقص رؤياه إلا على مفسر ذو ثقة ويكون مطلع ولديه علم  بتفسير الاحلام  ، وأنه لا يجوز لمن ليس عنده خبرة بالتعبير أن يؤولها،
وأنا من جهتي لا أقوم بتفسير أي رؤية تكون شرا خوفا من وقوعها . لما أخبرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام  .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت.) رواه أبو داود والترمذي وصححه الالباني . 

في علم النفس والأعصاب؛ يفسر سيغموند فرويد الحلم بأنه تعبير عن صراعات أو رغبات مكبوتة ، بينما يوضح كارل يونج أن الأحلام هي نوع من "الطاقة المُشكَّلة" والمشاعر غير المكتملة أو الأفكار التي يطلقها العقل الباطن العميق بواسطة مناطق موجودة في أعلى الدماغ..
بينما علماء النفس والأطباء المعاصرون يعتقدون أن الحلم هو طريقة الدماغ لتفريغ ما لديه من بيانات زائدة ، وإعادة توحيد المعلومات المهمة ، مع الحفاظ على إبقائنا في حالة تأهب للخطر وانتظار المزيد.. وتم استنتاج ذلك من خلال فحوصات التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي.


وبالتالي فإن تفسير الاحلام من ناحية علمية.. يأخذ منحى سيكولوجي ..
مثال: حلم يتكرر مع الكثير منا تقريباً وهو تواجدك في قاعة الامتحان وأمامك ورقة امتحان مليئة بالاسئلة الطويلة التي لا تجد الوقت الكافي لحلها... يفسر علماء النفس هذا الحلم  انه عبارة عن شعور الشخص الحالم بلوم نفسه لأنه يضيع الكثير من الفرص المتاحة له في حياته.. وهناك امثلة أخرى على احلام تم تفسيرها من قبل علماء النفس يمكنك ان تجدها في هذا الرابط .