إن كان التوريد بالليزر بتقشير طبقة من الجلد وتثبيط إنتاج مادة معينة فهو جائز إن شاء الله سواء كان للزينة أو لإصلاح عيب بشروط وهي :
1. ألا يرافق ذلك تكبير للشفتين أو نفخ لهما ، فإن رافقهما ذلك فهو محرم .
2. أن يكون التوريد عبر طريقة مأمونة طبياً لا ضرر فيها بشهادة الأطباء الثقات .
3. عدم ظهور المرأة فيه أمام الأجانب عنها ، لأنه من الزينة الظاهرة.
وتفصيل ذلك :
توريد الشفاه بعيادات التجميل يقصد به تغيير لون الشفاه إلى اللون الوردي بعدة طرق إما عن طريق الليزر وهو أشهر الطرق أو عبر حقن البلازما ، وقد يرافق ذلك تكبير ونفخ للشفتين.
فهذا التوريد للشفتين إذا كان علاجا لشفاه تغير لونها نتيجة عوامل قد يكون منها الولادة أو الحمل أو حادث معين فهو جائز لا محذور فيه بشرط ألا يرافقه تكبير للشفتين ونفخ لهما زيادة عن حجمها الطبيعي ، لأن النفخ فيه نوع من تغيير الخلقة إذا لم يكن هناك عيب أصلاً .
ففي مثل هذه الصورة لا إشكال في توريد الشفتين لأنه إصلاح لعيب فليس الأصل أن تكون الشفتان سمراوان أو فيهما تشقق أو عيب ظاهر ،فأي تدخل طبي يقصد به رفع مثل هذه العيوب لا بأس به بشرط أن يكون مأموناً ولا ضرر فيه على صحة المرأة .
أما إن كان التوريد هو أمر تحسيني مجرد مثل امرأة لون شفتيها لا عيب فيه وهو مماثل لون شفاه قريناتها ، فمثل هذ التوريد إذا صاحبه نفخ للشفاه وتكبير للحجم فهو محرم اتفاقاً ، لأنه من تغيير الخلقة المحرم .
أما إذا لم يصاحبه نفخ للشفاه ، وإنما كان مجرد توريد وتغيير لون الشفتين إلى الوردي ، فقد اختلف فيه العلماء المعاصرون ، فبعضهم جعله من تغيير خلق الله المنهي عنه وهو مثل الوشم ، وبعض العلماء أجازه باعتباره مجرد تغيير لون مثل المساحيق والحناء .
والأرجح - والله أعلم - أنه إن كان التوريد عبر الليزر الذي يتم فيه تقشير للجلد وإزالة طبقة معينة مع تثبيط إنتاج مادة الميلامين ، فإن مثل هذا التوريد لا يعد من تغيير خلق الله لأنه لم يحصل تغيير فعلي ، وإنما هو إزالة لطبقة من الجلد فقط ومثل هذا لا محذور فيه ، وهو نغيير مؤقت لفترة ثم يزول ، فصار كما لو وضعت على جلدها أو شفتيها مادة توردها لفترة معينة فهذا لا محذور فيه أيضاً .
لأن تغيير الخلقة الممنوع هو ما كان فيه تغيير في حجم عضو أو تعديل عليه أو كان هذا التغيير يدوم طويلاً ، أما التوريد فهو أشبه بالتلوين وحف الجلد .
وهذا مشروط كما قلنا : بعدم نفخ الشفتين وتكبير حجمهما ، والتأكد من عدم وجود ضرر على صحة المرأة بمثل هذا الإجراء .
والأفضل على كل حال عدم اللجوء إلى مثل هذه العمليات لما فيها من الشبهة والاختلاف ، واستخدام المساحيق بدلاً من ذلك إذ لا خلاف في جوازها .
وأنبه أخيراً انه إذا قامت المرأة بتوريد الشفتين فإن ذلك يعدم من الزينة الظاهرة التي لا يجوز إظهارها أمام غير المحارم عليها ، فهو نوع من التزين الذي لا يجوز إظهاره للأجانب .
والله أعلم