المماطلة في سداد الدينّ : محرم - خاصة مع القدرة على سدادها -
- فقد ورد في الحديث الصحيح أن عدم سداد الديّن يعتبر ظلم ن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" متفق عليه ، وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي
-وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته " .
أما عقوبة المماطلة فهي :
1- الحبس : وهذا يقرره القاضي الشرعي .
2- العَرض : اي التشهير والقول به ، لأنه ظالم ويجوز التشهير بالظالم والقول بظلمه .
3- أن الله تعالى يتلف نفسه وماله ويمحقه وينزع البركه منه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ) رواه البخاري
- وعليه نقول : فقد شرع الله تعالى الديّن والإقراض من باب التيسير على الناس بعضهم البعض وقضاء حاجاتهم ورفع الحرج عنهم ، بشرط أن يكون الديّن موثق وعليه شهور ومحدد بمدة زمنية لسداده ، حتى أن الشرع قد أباح للطرفين في حالة الإعسار وعدم القدرة على السداد أن ينظره مدة زمنية أخرى قال تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة 280 .
- وقال الله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) سورة البقرة 286 ، وما دام المستدين أخذ المال وهو يريد السداد وبذل أقصى درجات الوسع والجد للسداد فلا أثم عليه ، وهذا ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ) رواه البخاري .
- وعلى من أُعسر عن سداد الديّن الذي ترتب عليه أن يكثر من الإستغفار وطلب العون من الله تعالى ، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل فقال له رسول الله : ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.