ما هو حكم الضرب بالدف للنساء في غير الأعراس

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحكم هو الجواز، بدليل حديث بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف (أي: رجع) جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا"، فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليَّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إنِّي كنتُ جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

- فيستفاد من هذا الحديث ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء للنذر بالضرب على الدف في حالة نصر المسلمين على أعدائهم، أو عودة غائب طال انتظاره، أو في حالة الختان، أو حفلة خطبة أو تخرج من الثانوية العامة أو من الجامعة أو في شفاء مريض طال مرضه وهذا رأي المالكية.

- أما رأي الحنابلة فيستحب عندهم الضرب بالدف في العرس ونحوه وفي ضرب الرجال به قولان والمذهب اختصاصه بالنساء ويكره فيما عدا العرس ونحوه، قال في كشاف القناع: يسن إعلان أي إظهار النكاح والضرب عليه بدف لا حلق فيه ولا صنوج للنساء، لما روى محمد بن حاطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح - رواه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه، ويكره الضرب بالدف للرجال مطلقا، قاله في الرعاية، وقال الموفق: ضرب الدف مخصوص بالنساء، قال في الفروع: وظاهر نصوصه وكلام الأصحاب التسوية، وضرب الدف في الختان وقدوم الغائب ونحوهما كالولادة وكالعرس، لما فيه من السرور

- وعليه: فقد جاءت أحاديثُ في السنة النبوية تجيز استخدامَ الدفِّ للنساء والصغارِ فقط، وفي ذلك حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ أبا بكرٍ رَضِيَ الله عنه دخل عليها وعِندَها جاريتانِ في أيَّامِ مِنًى تُدَفِّفانِ وتَضرِبانِ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم متغَشٍّ بثوبِه، فانتَهَرهما أبو بكرٍ، فكشف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وَجهِه، فقال: دَعْهما يا أبا بكرٍ؛ فإنَّها أيامُ عيدٍ، وتلك الأيَّامُ أيَّامُ مِنًى). رواه البخاريُّ.

ولكن جواز غناء النساء بشروط منها:

1- أن يكون الغناء ليس من الأغاني الماجنة التي تدعو إلى الفجور، وان لا تحمل المعاني السيئة، الهابطة.

2- أن يكون مكان النساء بعيداً عن الرجال، وأن لا يتضمن اختلاط بين النساء والرجال لأنه لربما تحدث فتنة من سماع أصواتهن.

3- كذلك لا يكون فيه عري وتصوير، فقد سمعت قصة عن رجل أمر زوجته أن لا تذهب إلى الأعراس، ولكنها ذهبت إلى عرس أناس أعزاء عليها، والحضور كلهم نساء فقط، فقالوا لها ما رأيك أن تقومي بالرقص، فخلعت عباءتها وقامت ترقص، ولم تدري أن هناك من النساء من يصورها!!

- وبعد فترة سافر زوجها إلى بلد آخر، وأثناء جلوسه في السهر مع أصحابه قالوا له ما رأيك أن تمتع نظرك بأحلى راقصة، فعندما رأى زوجها الراقصة أنها زوجته عاد فورا وطلقها!!

- فيجب على النساء الحذر الشديد من التعري والتصوير أثناء ذهابهن إلى حفلات الأعراس وغيرها، خاصة في ظل وجود الجولات مع كل صغير وكبير، والكل يقوم بالتصوير والنشر ويترتب على ذلك مفاسد وخراب بيوت!!