لا يجوز التمسك بالعادات والتقاليد إذا خالفت الشرع ، لأن الواجب على المسلم تقديم الشرع والتزامه وطاعة أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم والخضوع لها وجعلها هي الميزان الذي يحكم به صحة الأفعال وخطأها .
قال تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " ( سورة الأحزاب)
فلا خيرة للمؤمن مع أوامر الله ورسوله ، يعني أنه ليس له حرية الاختيار وإنما عليه الطاعة والالتزام .
ولقد كان تقديم العرف وتقاليد الأباء والأجداد وجعلها هي المرجع والميزان من أسباب ضلال الكفار ورفضهم الاستجابة لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ، كما قال تعالى " أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ، بل قالوا إن وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ، وكذلك ما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " .
وكان من أجوبة قوم نوح لنبيهم انهم قالوا " ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين " .
وفي قصة أبي طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما منعه من الإسلام مع علمه أنه حق وصدق إلا إعظمه للتقاليد التي كان عليها أبيه عبد المطلب وكراهة أن يقال أنه فارق دين الآباء والأجداد فمات على كفره .
فهذا وغيره مما يدلل على خطورة اتباع العادات والتقاليد دون التفكر والتأمل فيها ومعرفة ما وافق الحق منها أو لم يخالفه فيجوز لنا فعله ، وبين ما خالف الحق ووافق الباطل فحرم علينا فعله ، والله أعلم