ما هو حكم اقتناء الخيل بقصد الرياء

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
حرام وإثم وتكون وبالاً على صاحبها في الآخرة، كمن اقتناها لمجرد المباهاة والمفاخرة بها والاستعلاء على الناس، وأشد منه إثماً من اقتناها عداوة للمسلمين ومناكفة لهم أو حتى يحاربهم عليها.

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" الخَيْلُ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وعلَى رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فأمَّا الَّذي له أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا في سَبيلِ اللَّهِ، فأطَالَ بهَا في مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَما أَصَابَتْ في طِيَلِهَا ذلكَ مِنَ المَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ، كَانَتْ له حَسَنَاتٍ، ولو أنَّهُ انْقَطَعَ طِيَلُهَا، فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ له، ولو أنَّهَا مَرَّتْ بنَهَرٍ، فَشَرِبَتْ منه وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ، كانَ ذلكَ حَسَنَاتٍ له، فَهي لِذلكَ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ في رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا؛ فَهي لِذلكَ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً لأهْلِ الإسْلَامِ، فَهي علَى ذلكَ وِزْرٌ...."

فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يخبر أن مقتني الخيل ومتخذها هو أحد ثلاثة أشخاص:

1. رجل اقتناها بنية الجهاد عليها في سبيل الله والدفاع عن الإسلام، فاقتناؤه لها بهذه النية يجعل له فيها أجر في اقتنائها، حتى أنه يبلغ من أجره أن كل حركة من حركاتها له فيه أجر حتى شربها الماء بدون قصده، وكل أثر من آثارها له فيه أجر حتى روثها، وذلك بمجرد نذرها لها في سبيل الله.

2. رجل اقتناها ليعمل عليها أو يسترزق بها فتعفه عن سؤال الناس وتكفيه وأهله في الدنيا، وهو مع هذه النية لا ينسى حق الله فيها بإعارتها لم يطلب ذلك أو حمل من يحتاج الحمل عليها أو مساعدة من يحتاج المساعدة، فهذه الفرس يكون اقتناؤه لها فيه ستر له في الدنيا، وأعماله الصالحة عليها له فيها أجر ولكن ليس كحال الرجل الأول الذي تكون كل حركة للفرس أجر له.

3. رجل اقتناها للمباهاة والفخر على الناس كما يفعل بعض مقتني الدواب في زماننا يشتريها ليظهر أن عنده أحسن الخيل وأفضله يتباهى بذلك على غيره، أو يقتنيها عداوة لأهل الإسلام فهذا اقتناؤه لها عليه وزر وإثم.

فالرياء والمباهاة ممحقة لكل أجر ومجلبة لكل إثم.

والله أعلم