ما هو حكم اعتزال النساء في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أولا : إتيان الرجل امرأته جائز في جميع ليالي رمضان بلا كراهة ومنها العشر الاخيرة من رمضان والدليل على ذلك قوله تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187]
فنص سبحانه على جواز إتيان النساء في ليالي رمضان حتى طلوع الفجر ولم يستثن ليلة من ذلك .

ثانيا: ومع القول بجواز الجماع في ليالي العشر إلا أن الأفضل هو التفرغ للعبادة لمن استطاع ذلك وأطاقه لأن ذلك كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام في هذه العشر ، كما روت عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا دخل العشر الأخيرة من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ( متفق عليه )
ققولها ( شد مئزره ) كناية عن اعتزاله النساء كما ذكر كثير من شراح الحديث ، وإن كان بعضهم فسرها بانها كناية عن الاجتهاد في العبادة .
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقوم ليالي العشر كاملة بخلاف باقي أيام السنة ، لذلك كان يعتزل النساء في هذه العشر .

ثالثا : من اعتكف في المسجد في هذه العشر فلا يجوز له إتيان النساء لقوله تعالى في الآية السابقة ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) ، فالجماع مفسد للاعتكاف.
وإذا كان نذر الاعتكاف فيها حرم عليها ذلك لأنه مفسد لهذا الاعتكاف الذي وجب عليه بنذره .

رابعا : مع أن الأفضل التفرغ للعبادة وعدم إتيان النساء في هذه العشر  الأخيرة ، إلا أنه من كانت عنده رغبة شديدة وشهوة قد تطغى عليه ، يكون الأفضل في حقه إتيان أهله ليلا لما في ذلك من تفريغ نفسه وفكره عن التفكير في هذه الشهوة ، وإعانة له على الطاعة سائر ليلته ونهاره.

والله أعلم