الحكم هو: جائز بل هو من السنة، فإلقاء تحية الإسلام سنه ورده واجب لمن سمعه، فإذا دخلت المسجد وفيه بعض الناس تسلم عليهم حتى ولو أنهم يصلون، فتقول: السلام عليكم، وإذا زدت بقولك: ورحمة الله وبركاته فهو أفضل، فالذي في الصلاة يرد عليك بالإشارة هكذا يشير بيده، إشارة له، والذي خارج الصلاة يرد ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ولا بأس بهذا، ولا يكره هذا بل مشروع.
- والله سبحانه وتعالى يقول: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" سورة النساء: 86.
-فإذا قال: السلام عليكم، قالوا: وعليكم السلام، وإن زادوه: ورحمة الله، كان أفضل لهم، وإن زادوه: وبركاته كان أفضل لهم.
- فقد كان الصحابة يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عليه الصلاة والسلام فيرد عليهم بالإشارة عليه الصلاة والسلام.
-ولكن ينبغي أن يكون السلام بصوت هادئ يسمع من حوله وليس شرطاً أن يسمع جميع من في المسجد، خاصة إذا كان المسجد كبيراً وفيه عدد كبير من المصلين، فلو كل واحد دخل وسلم بصوت عالٍ لأصبح هناك بعض الإزعاج في المسجد.
- والدليل على جواز إلقاء تحية الإسلام في المسجد (حديث المسيء صلاته) فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل، فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها" أخرجه البخاري.
- وإذا دخل شخص المسجد ولم يمر على غيره من المصلين أو في طريقه عند دخوله، فيبدأ بتحية المسجد ثم الذهاب إليهم والسلام عليهم، بدليل الحديث السابق أعلاه.
- وتحية الإسلام من الأمور التي تحبب المسلمين ببعضهم البعض سواء في المسجد أو الطريق أو مكان العمل أو في أي حال وأي زمان ومكان، ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ) صحيح مسلم.
- ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من الأمور التي تجب ملاحظتها في السلام: أن ترد بالمثل كماً وكيفاً، أي: في الكمية وفي الكيفية، فإذا قال المسلِّم: السلام عليك ورحمة الله، فالجواب: عليك السلام ورحمة الله، إذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فالجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه وخيراته، اقتصرت على وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لأن هذا ما جاءت به السنة وهذا باعتبار الكمية، يعني: أعطه من الجمل مثل ما أعطاك.
- والأجر المترتب على إلقاء تحية الإسلام يتفاوت حسب صيغ التحية، فعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم عشر، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثون) رواه أبو داود والترمذي.