سأنبهك في بادئ الأمر إلى أن الآية الكريمة نصها:" وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" وهي الآية 58 من سورة البقرة.
لذا انتبه إلى أن الآية تقول نغفر لكم خطاياكم وليس سيئاتكم، ثم انتقل معك إلى تفسيرها بعد التنبيه.
- تتحدث الآية عن قوم بني إسرائيل، حيث أن الله أخبرهم بدخول قرية يقال إنها في فلسطين في روايات قيل أن القرية هي بيت المقدس في رواية أخرى قيل هي مدينة الرملة، وقد أمرهم الله عز وجل بدخول القرية ساجدين، وحيث أن للقرية سبعة أبواب فقد قال لهم الله عز وجل أن يدخلوا من الباب وهم يقولون "حطة".
- ومعنى حطة، أي أن يحط الله عز وجل عنهم خطاياهم بقولهم " حط عنا خطايانا" بالإضافة لما أمروا به من الاستغفار.
"نغفر لكم خطاياكم"، أي أنهم إذا طلبوا المغفرة من الله عز وجل يغفر لهم الله عز وجل خطاياهم، أو يحطها عنهم. ولكن بدل الاستجابة إلى أمر الله عز وجل بدلوا ما أمرهم الله به وقالوا قولاً آخر.
وهذا الأمر كان بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وقيل إن هذه الحادثة كانت في وقت موسى عليه السلام.
- وقد ترتب على ما قاموا به من ظلم لأنفسهم عقاب من الله عز وجل، فأنزل الله عليهم عذاب شديداً بسبب فسقهم.
هذه الآية واحدة الآيات التي وردت في حق بني إسرائيل، التي تجعل متدبرها يقف متعجباً من جحود بني إسرائيل وعصياهم المستمر رغم كل نعم الله عز وجل التي أفاضها عليهم، ورغم التذكير المستمر لهم بهذه النعم ولكنهم بقوا مصرين على جحودهم.