في البداية أودّ أن أقول للسائل بأن الرؤيا الصالحة تكون من الله تعالى، وأن الحلم من الشيطان، ففي صحيح مسلم: (الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس).
كما جاء في الحديث النبوي الشريف: (الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصّ إن شاء، وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصّه على أحد، وليقم يصلي). رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصحّحه الألباني.
وعليه إن رأى الشخص حلماً أفزعه فعليه أن يستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن لا يحدّث بها أحد، وبإذن الله تعالى لن يضرّه شيء.
ورؤية الاستلقاء بجانب القبور منها ما فُسِّر بالحسن والمحمود، ومنها ما فُسِّر بغير المحمود:
أما التفسير المحمود لحلم الاستلقاء بجانب القبور؛ فإنه يُشير إلى العيش الطويل والحياة الكريمة والعمر الطويل بإذن الله تعالى. كما أن رؤية النوم بجانب شخصٍ ميت في المنام قد تُفسر على أنّها نهاية للمشاكل والأزمات في حياة الرائي إن شاء الله. ومن رأى في حلمه ميّتاً نائماً على السرير فإن رؤيته تدلّ على خيرٍ للرّائي.
وأمّا التفسير غير المحمود للحلم؛ فقد يكون الحالم يشعر بالحزن والتوتّر وضيق المعيشة، وربما يمرّ بخلافاتٍ بينه وبين أهل بيته، ويكون الفرج قريبا بإذن الله تعالى، وقد اعتبر بعض المفسّرين كابن سرين وغيره أن هذه الرؤى تعدّ من الرؤى غير المستحبّة وغير المحمودة.
وقد فسّر الإمام ابن شاهين شيئاً قريباً من ذلك، فقال إن من رأى نفسه نائماً بجوار مجموعةٍ من الأموات في المنام، فذلك يدلّ على أنّه سيسافر لبلادٍ بعيدة، وسيختلط بالكافرين، وبالتالي سيفسد حاله.
وقيل إن رؤية النوم أو الاستلقاء بجانب القبور تعبّر عن حال الشخص، فربّما يكون الشخص في ضيقٍ وهمٍّ وغمٍّ، فالنصيحة للرائي أن يُكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار والدعاء ولن يضرّه شيءٌ بإذن الله تعالى.
هذا والله تعالى أعلم وأجل.