ما هو تعليق وكالة ناسا على إشاعة اصطدام كوكب بالأرض التي تنتشر بكثرة

1 إجابات
profile/هاني-الجليلاتي
هاني الجليلاتي
هندسة مدنية
.
١٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إن الكواكب في النظام الشمسي من المُستحيل أن تصطدم مع بعضها البعض، وذلك لأن كل كوكب بما فيها كوكب الأرض في النظام الشمسي يمتلك مدار خاص به يدور فيه، إضافة للمسافة الشاسعة بين كواكب النظام الشمسي والتي تعمل على عدم تأثير حركة أو جاذبية كل كوكب على الآخر، لذا السؤال الصحيح الذي لا بد أن نسأله والذي تنتشر الأخبار عنه في الفترة الأخيرة هو: ما هو تعليق وكالة ناسا على إشاعة اصطدام كويكبات بالأرض التي تنتشر بكثرة؟

تجيب وكالة ناسا (الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية) على ذلك وتقول: بأنه من المقبول تماماً أن نقلق بشأن اصطدام كويكب بالأرض بسبب قدرة الكويكبات على التخلي عن مداراتها الخاصة بها وضرب الأرض، رغم أنه في غالب الأحيان يتحطم ويحترق الكويكب قبل دخوله الغلاف الجوي الأرضي، لكن هذا لا يمنع من احتمالية اصطدام كويكب بالأرض، تماماً مثل الكويكب الذي تسبب بانقراض الديناصورات.

ماذا يحدث لو اصطدم كويكب بالأرض؟

في حال استطاع الكويكب أن يخترق الغلاف الجوي الأرض ويصطدم بسطح الكرة الأرضية فإن النتائج الحاصلة ستكون كارثية، ستبدأ بنشوء غبار ودخان يتصاعد في الغلاف الجوي يعمل على منع ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض، وبالتالي تنخفض درجات الحرارة، والذي يؤدي إلى موت الكثير من الكائنات الحية وتهديد الحياة على سطح الأرض.

فمثلاً، لو اصطدم كويكب بحجم شقة سكنية فإنه النتائج الكارثية ستكون على مستوى مدينة صغيرة، ولو اصطدم كويكب بحجم عمارة سكنية فإنه من الممكن أن يؤدي إلى تسطيح دولة صغيرة بأكملها.

ففي 30 من تموز عام 1908 للميلاد ضرب كويكب بلغ ارتفاعه 40 متراً منطقة تونجوسكا في مدينة سيبيريا، حيث دمر الكويكب غابة تقدر مساحتها بمساحة مدينة لندن، لذا أعلنت الأمم المتحدة أن 30 من تموز في كل عام هو يوم عالمي للكويكبات، وذلك لوعي الناس حول خطر اصطدام الكويكبات بالأرض، ونشر الأخبار حول تلك الأجرام السماوية، إضافة إلى أن العلماء والباحثين يقومون بدراسة الكويكبات التي تهدد الأرض ويضعون السيناريو المحتمل لحركتها والحلول الممكنة لمنع تصادمها بسطح الأرض.

كيفية حماية سطح الأرض من خطر تصادم الكويكبات 

1- كشف الكويكبات المهددة لسطح الأرض، وذلك باستخدام الأشعة تحت الحمراء للعثور على الأشياء المظلمة والتي لا يمكن رؤيتها من خلال الأضواء المنعكسة.
 
2- المراقبة المستمرة للكويكبات، لذا بعد الكشف عنها لا بد من الاستمرار في مراقبة حركتها من المراقبة التلسكوبية، وقد تحتاج في استمرار مراقبتها لمدد تصل إلى أيام أو شهور أو سنوات.

3- تعريف الكويكب، وذلك عن طريق مراقبته بالتلسكوب والمركبات الفضائية التي تمكن الحصول على معلومات عن الكويكب، كمعدل دورانه وبنيته والسرعة التي يتحرك فيها، وما إذا كان يهدد الأرض أم، لأن ذلك يُساهم في تغيير مساره قبل اصطدامه بالأرض.

4- تغيير مسار الكويكب، ففي حال الوصول إلى لحظة احتمالية اصطدام كويكب بسطح الأرض يصبح الأمر لازماً بتغيير مسار الكويكب، وذلك باستخدام بالتأثير على جاذبيته من خلال مركبة فضائية، أو إطلاق أشعة ليزر تعمل على تسخين جزء من الكويكب لتوليد قوة دفع تغيِّر من مسار الكويكب، إضافة لاحتمالية تفجيره بطريقة نووية لتحطيمه ما إذا فشلت المحاولات السابقة.
 
5- التعاون بين الدول والمنظمات، في حال تم الكشف عن احتمالية اصطدام كويكب بالأرض فإن ذلك يستدعي جهوداً دولية صادقة من مؤسسات ومنظمات ذات صلة بالموضوع، لكي يتم العمل والتنسيق على آلية تمنع الكويكب من اصطدامه بالأرض، إضافة للتدريب المستمر على احتمالية وقوع ذلك وإيجاد حلول مناسبة للتعامل مع هذه الحالة الكونية.