أرى ومن وجهة نظر شخصية أن الاهتمام هو سلوك بشري صادر عن دوافع غالبًا ما تكون عاطفية يحمل بين طياته عدد من الأمور منها إدراك مشاعر الآخرين، تحمل المسؤولية، إصدار الثقة والصدق، القدرة على تقديم الدعم، ويكون ضمن العلاقات الإنسانية المختلفة من مثل علاقات الصداقة والزمالة والحب وبين العلاقات الأسرية ما بين الأم والأبناء والأب والأبناء وما بين الأب والأسرة بشكل عام.
ومن ناحية أخرى قد يكون الاهتمام مرتبط بأمور مادية بعيدًا عن العلاقات الإنسانية ويكون الاهتمام هنا ظاهر من خلال تتبع الأمر المادي ومحاولة الحصول عليه أو تطويره أو توظيفه ضمن مجالات الحياة مثل الاهتمام بالمجال الفني أو العلمي وغير ذلك.
كما أن الاهتمام قد يكون أحد الدوافع التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف والطموحات، حيث أنه المهتم بالفن والميال له مثلا سيعمل وبشكل كبير على الوصول لكل ما يتعلق بموضوع الاهتمام لتحقيق الهدف والطموح.
السلوكيات الدالة على الاهتمام:
- إدراك المشاعر والتعاطف؛ الشخص المهتم ولدي مفهوم الاهتمام بشكله الصحيح هو قادر على ادارك ما لدى الآخرين من مشاعر وقادر على تقديم الدعم المناسب لهم, حيث أن الشعور بحزن الأخر أو فرحة يعني القدرة على أشعاره بالوجود الحقيقي إلى جانبه ولا يمكن أن يكون الشخص بجانب الآخر إلا في حال كان قادر على فهم وإدراك المشاعر.
- تحمل المسؤولية؛ الشخص المهتم قادر على تحمل مسؤولية الأفعال والأقوال مع الآخرين لأنه يخشى أن يسبب إلحاق الأذى النفسي والمادي والمعنوي بهم، وفي المقابل الشخص الغير مهتم هو شخص غير قادر على تحمل مسؤولية الأمور سواء مسؤولية الأشخاص أو مسؤولية أفعاله لتحقيق التطور والنجاح. في العلاقات أو في مجالات الحياة.
- الاهتمام سبب من أسباب الشعور بالثقة وإظهارها، من أهم دلالات الاهتمام اشعار الاخر بالثقة واكتسابها وذلك من خلال إظهار تصرفات أهما الصدق والبعد عن الخديعة والكذب والقدرة على أخذ الوعود على النفس والالتزام بها، وتقديرم الأسباب والمبررات في المواقف السلبية والتي فيها شيء من الشك، أو الغموض، وتظهر بشكل ضبابي.
- ومن ناحية أخرى يمكن أن نقول إن أهم مظهر من مظاهر الاهتمام تقديم الدعم اللازم كلما دعت الحاجة، وذلك من خلال توفير الوقت الكافي الذي يتميز بالجودة قبل الكم، فلا يمكن أن يقضي الأشخاص عدد كبير من الساعات سويًا دون توفير أي نوع من أنواع الدعم النفسي ثم نقول إن هذا نوع من أنواع الاهتمام، حيث أن الوقت المتوفر والذي من خلاله يمكن أن يقدم الدعم لا بد أن يتسق مع المواقف الحقيقة ويتضمن دعم حقيقي غير مقتصر على التواجد الجسدي فقط.
وللاهتمام مظاهر عدة وهي:
- القدرة على الاستماع والتفاعل؛ كلما كان قادر الشخص على التواصل وإظهار الاستماع كلما أظهر مدى اهتمامه بالآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للأمور المادية فكلما زاد التواصل مع الأمور التي توفر المعلومة كلما زاد الاهتمام.
- القدرة على التفهم وتقبل الاختلاف؛ كلما زاد الاهتمام بين الأشخاص كلما زادت القدرة على تقبل الاختلافات وكانت لديهم المرونة الفكرية التي تجعل العلاقات ضمن حدود صحية بعيدًا عن أي نوع من أنواع التفكك.
- تقديم الأمور المعنوية أو المادية كتعبير عن الاهتمام؛ في بعض الأحيان يلجأ الأشخاص لاستخدام أما الكلام أو الأشياء المادية للتعبير عن الاهتمام وهو ما نطلق عليه (هدايا متبادلة).
- التعبير اللفظي؛ يظهر الاهتمام وبشكل كبير على شكل لفظي بين العلاقات والتي فيها قدر كبير من السؤال عن الأمور الشخصية غالبًا والتي في حال كانت ايجابية كانت سبب للشعور بالأمن وفي حال كانت سلبية كانت سبب للشعور بالقلق والتوتر حيث أن الاهتمام يترتبط وبدرجة كبيرة في المشاعر ومتأثر بدرجة كبيرة في الحالة الإنسانية فهو يتحكم بالمزاج بما يتركه من أثر سلبي وإيجابي على صاحية.