إن سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام مليئة بالعبر والدروس، فهو قد ترك لنا إرثا عظيما في سيرته نتعلم منه ونستفيد لأيامنا القادمة حتى آخر الزمان.
ومما حصل في سيرته عليه الصلاة والسلام المعارك والغزوات التي كان يدافع فيها عن دولته - دولة الحق والعدل والخير - ممن يريد لها الزوال، ويبني في دفاعه عنها جبالا من الأخلاق حتى مع أعدائه، فأهم درس في السيرة التي تتعلق بسرد الغزوات وأخبارها هو كيف تدافع عن ذاتك ووجودك ، وبنفس الوقت كيف تطبق الأخلاق وقت الالتحام ؛ لأن هذا الدين دين أخلاق وسمو ورفعة للبشرية.
ثم كيف كانت هذه الغزوات سببا في وصول الدين الينا في الأمصار والأقطار، فلولا الغزوات لبقي الدين في جزيرة العب واندثر، ولما وصل الينا وعرفناه وعشنا نتنعم فيه بفضل من الله سبحانه وتعالى.
ولما تركنا تطبيق الفكر الذي يتعلق بالدفاع عن كياننا هنا وهانت علينا انفسنا وضعفنا، فلو طبقنا ما كان يفعله نبينا عليه الصلاة والسلام لكان تأثيرنا في الكون ووجودنا اكبر من مجرد ارقام تقوم بتعدادها منظمة السكان العالمية.