للإجابة على هذا السؤال دعنا نوضح معنى الرحم أولاً
المقصود بالرحم الذي تجب فيه الصلة: هم الأقرباء من طرف الرجل من ناحية أمه ووالده والمرأة من ناحية أمها وأبيها
وصلة الرحم المقصود بها الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل، وذلك يتضمن الاطمئنان عليهم وتفقد أحوالهم، الوقوف معهم في الأوقات السعيدة والحزينة، مساعدتهم وقت الشدائد، ومعاونتهم متى احتاجو العون.
وقد حث الشارع على أهمية صلة الرحم وأن انقطاعها من المحرمات، حيث قال الله تعالى:" فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" سورة محمد/22 ، ولكن الوقت لصلة الرحم لم يبين مقدار صلة الرحم ولا مدتها .
والاحتكام للمدة يعود للعرف والعادة المتعارف عليها بين الناس، فإذا المتعارف أن تكون الزيارة بشكل أسبوعي مثلاً فهي كذلك.
وقطيعة الرحم تكون في الانشغال عن الأقارب، وعدم زيارتهم أبداً، أو السؤال عنهم وتفقد أحوالهم، عدم حضور أفراحهم أو الوقوف معهم في أحزانهم، عدم مساعدتهم في حاجتهم.
هذا ودعني أخبرك أن أشكال صلة الرحم كثيرة ، وتحصيلها ليس بصعب، مثلاً إذا قمت بنصح أحد أقاربك في أمر معين تكون قد وصلت رحمك، وإذا اتصلت بهم هاتفياً وتفقدت احوالهم تعتبر واصلاً للرحم.
وقد ورد في السنة النبوية عن فضل صلة الرحم، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ".
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله خلَق الخلْقَ، حتى إذا فرغ من خلقِه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة، قال: نعَم، أمَا تَرضَيْنَ أن أصِل مَن وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالت: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "فاقرؤوا إن شِئتُمْ: (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)" سورة محمد/ 22
المصدر
إسلام ويب