ما هو المكان الذي تمت فيه بيعة الرضوان وهل هو معروف اليوم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اسم المكان: هو الحديبية (تحت شجرة) وهو ما يسمى اليوم منطقة الشميسي قرب مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية وهي خارج حدود الحرم المكي، والمكان معروف لغاية اليوم وقم تم بناء مسجد في نفس المكان يسمى (مسجد الحديبية) نسبة إلى بئر الحديبية قرب الشجرة التي تمت البيعة تحتها .

- وكان سبب هذه البيعة وخروج النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رؤيا وهي دخوله المسجد الحرام معتمراً، ورؤيا الأنبياء لا بد من وقوعها فهي بمثابة الأمر الرباني، قال تعالى : (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَقَرِيبًا)سورة الفتح (27)

 - حيث جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج إلى مكة معتمرين تنفيذاً لأمر الله تعالى في الرؤيا - وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة االنبوية. فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه زوجه أم سلمة في ألف وأربعمائة مسلم، متجهين إلى مكة لقضاء أول عمرة لهم بعد الهجرة، وحملوا معهم السلاح توقعا لشر قريش، فلما وصل إلى ذي الحليفة أهل مُحْرما هو ومن معه، وبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بُسر بن سفيان إلى مكة ليأتيه بأخبار قريش وردود أفعالهم. وحين وصل المسلمون إلى عسفان(مكان بين مكة والمدينة)، جاءهم بسر بأخبار استعدادات قريش لصد ومنع المسلمين من دخول مكة..

- فاستشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ، فأشار أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بالتوجه إلى مكة لأداء العمرة والطواف بالبيت، وقال: ( فمن صدنا عنه قاتلناه، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : امضوا على اسم الله ) صحيح البخاري 

- فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم منطقة الحديبية أرسل لهم عثمان بن عفان رضي الله عنه يخبرهم أنهم لم يأتوا للقتال وإنما جاءوا فقط لأداء مناسك العمرة.

- ولكن عندما تأخر عثمان وقيل ان قريش قد إحتبسته - تجنباً لهجوم الرسول والصحابة رضوان الله عليهم على مكة!! في هذه الأثناء قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل مكة عنوة وينقذ عثمان ويعتمر بالبيت، فنادى الصحابة الكرام إلى البيعة وهي أن يبايعوه على الموت في سبيل الله .

-وسميت بيعة الرضوان: لأن الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم أنه رضي عن هؤلاء الذين قاموا بها، فقال تعالى: ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح: 18.
- فلما علمت قريش بذلك أرسلت سهيل بن عمرو ليمنع الرسول من دخول مكة ويعقد معه الصلح، وكان من شروط الصلح:
1- وقف الحرب بين المسلمين وقريش مدة عشر سنوات.
2- أن يعود الرسول والصحابة ولا يعتمرون ويؤدون العمرة في العام القادم.
3- أن من يأتي من قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشًا من المسلمين لا ترده قريش. 
4- أنه من أراد من قبائل العرب الدخول في أحد الحلفين أو الفريقين فليدخل.
5- أن يكون الصلح قائم على الثقة المتبادلة وعدم الغل والحقد.

- ولكن موقف الصحابة من هذا الصلح الرفض - وخاصة البطل عمر بن الخطاب رضي الله عنه - الذي قال : لماذا نعطي الدنيّة في ديننا ؟ فقال له رسول الله : إنما أنا عبد الله ورسوله.
-ورفض الصحابة ذبح الهدي والرجوع إلى مكة ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم خيمة زوجته أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها مهموماً، فأشارت عليه أن يخرج أمام الصحابة ويذبح هديه ويحلق رأسه فإذا رأى الصحابة ذلك أتبعوه، وفعلاً كانت مشورتها ورأيها السديد سبباً في إنقاذ المسلمين من فتنة عظيمة ذلك اليوم .

- وقد سمى الله تعالى هذا الصلح بيوم الفتح وأنزل سورة تسمى سورة الفتح فكان يوم نصراً ومقدمة لفتح مكة ودخول الناس أفواجاً في الإسلام.

- قال الله تعالى : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا .......)