"حرفا السين والتاء"، هذا الجواب صحيح من الناحية اللغوية، أما من الناحية العلمية فالفرق يرتبط بمفهوم أساسي هو التدفق الضوئي، ماذا يعني؟ ببساطة هو مقدار الإشعاع الذي يخرج من مصدر معين مع إهمال سقوطه على الجسم، ويقاس بوحدة "لومن".
من هذا المصطلح البسيط يمكن تحديد الفرق بين الإضاءة التي تُمثل تدفقًا ضوئيًا يسير في اتجاه وزاوية معينيين، أما وحدة قياسه فهي "كانديلا"، ولتبسيط المفهوم أكثر، يمكن القول بأنه ضوء ساقط على أحد الأسطح، ويمكن رؤيته بالعين المجردة، مشكلًا ما يُعرف بالضوء المرئي، الذي يعبّر عن إشعاع طاقة حرارية على هيئة موجات كهرومغناطيسية.
على الجانب الآخر، نجد الاستضاءة مصطلح يمثّل تدفقًا ضوئيًا يسقط على جسم معين، أما وحدة القياس هنا فهي "لومن على المتر المربع" أي ناتج قسمة التدفق الضوئي على المساحة التي وقع عليها، أو اختصارًا "لوكس"، وتعكس الاستضاءة مفهومًا يشير إلى شدة الضوء الساقط مثقلًا بطول الموجة، ويعبّر عنه رياضيًا بالمعادلة التالية:
الاستضاءة (لوكس) = مصدر التدفق (شمعة) × عامل الانعكاس.
ويمكن أخذ مثال بسيط للتوضيح، فمثلًا، لو كان مقدار التدفق 10 لوكس، إضافة إلى عامل انعكاس لسطح أبيض 50%، فإن استضاءة هذا السطح ستعادل 5 لوكس.
ونجد معطى جديد هو "عامل الانعكاس"، حيث يعبّر عن قابلية أحد الأسطح أن يعكس الضوء الساقط عليه لدرجة يكون فيها مرئيًا للناظر، وتتباين درجات الانعكاس بحسب الأجسام؛ فجد السطح الأبيض يعكس الضوء بشكل كامل (100%)، في يكاد عامل الانعكاس لا يُذكر للأسطح السوداء (2%)، وهنا تكون الاستضاءة مرهونة مباشرة بمصدر التدفق، أما الأجسام الرمادية، فهي تعكس الضوء جزئيًا (40%).
أهمية الإضاءة
يحصل الإنسان على القسم الأكبر من علومه ومعرفته بواسطة الرؤية أو الإبصار، كما أن الإضاءة الجيدة تحسن حالة الفرد النفسية، وتحقق له الاستقرار الداخلي، وتجلب له الهدوء أثناء ممارسة عمله وأوقات الراحة، كما أن الإبصار الجيد القائم على الإضاءة، يعود بمكاسب صحية على الإنسان؛ فعندما تكون الإضاءة جيدة، يزداد مردود العمل وتتزايد النشاطات اليومية بما يعطي الحيوية لأعضاء الجسم مثل العقل والقلب، كما أنها تسهم في تناقص إصابات العمل الناجمة عن خلل في الرؤية.
ويمكن وصم الإضاءة بأنها نموذجية من خلال مدى استجابتها لمتطلبات السلامة والاقتصاد في آن واحد؛ وتُعد متطلبات الصحة والسلامة العامة الأساس والمنطلق لدراسة خصائص الإنسان؛ لأن الإضاءة السليمة توفر شروطًا مناسبة للعيش وممارسة النشاطات الاقتصادية بحرية وقوة، بما يعود على الفرد والمجتمع، وأهم النقاط التي يمكن دراستها، هي المقدرة على تمييز الألوان وحدة البصر وحساسية العين للأضواء ومدى سطوعها، فضلًا عن سرعة الإدراك للمحيط.