كلمتي المزمل والمثر، في الأصل تعطيان نفس المعنى والمقصود، بالرغم من اختلاف أصل اشتقاقهما.
فأصل كلمة المزمل، من كلمة تزمل، أي: تلفف بثوبه كالمقرور، أو مريد النوم، والتدثر: هو اتخاذ الدثار – أي الغطاء- للتدفؤ، وبهذا فإن مآل الكلمتين واحد.
وسبب ورود اللفظين بالقرآن مع اشتراكهما في المعنى العام، فهو ملاطفة من الله عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد نادى الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدثر، دلالة على الحمل الخفيف، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن جاءه الوحي في الفترة الأولى، أصابه الرعب من رؤيته لجبريل أول مرة، فخاطبه الله عز وجل بــ " يا أيها المتدثر" بثيابه، قم وانفض عنك هذه الثياب، وادع إلى ربك، ولا تخش شيئاً.
وفي حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: " فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ"المدثر/ 1 إِلَى "وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ" قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ وَهِيَ الأَوْثَانُ".
وعندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الله، ثقل عليه الحمل، فخاطبه الله عز وجل بــ"المزمل"، وأصل كلمة المزمل يدل على الحمل الثقيل، لأن هم الدعوة أصبح ثقيلاً على الرسول صلى الله عليه وسلم، بسبب ما لقيه من المشركين، وتكذيبهم له، فخاطبه الله عز وجل ببعض أسباب الثبات.
المصدر
الإسلام سؤال جواب :
الفرق بين المزمل والمدثر
51 مشاهدة
