يُمكن القول بأنه لا يوجد طائر واحد يشرب الماء المالح، فهنالك طائر بحري يشرب الماء المالح وهو البطريق، وهنالك طائر أرضي يشرب الماء المالح وهو النعامة.
إلا أن البطريق لا يشرب الماء العذب أو المالح بشكل مباشر، وإنما يشرب الماء المالح عندما يقوم بالتهام فرائسه، وعندما يلتهم الفريسة يدخل ماء البحر الحاوي على أملاح إلى جسمه.
أما بالنسبة إلى النّعامة فسبب شربها للماء المالح شأنها شأن الكائنات الصحراوية التي تستطيع العيش من غير ماء لفترات طويلة من الزمن، حيث بإمكانها شرب الماء من الآبار ومياه العيون المتواجدة في الصحراء والتي تحتوي على ملوحة عالية، ويعود ذلك إلى عدم القدرة على الحصول على مياه عذبة في البيئة الصحراوية وبشكل مستمر.
لكن ما التفسير العلمي الذي يمكِّن البطريق والنعامة أن يعيشا على الماء المالح؟
التفسير العلمي لإمكانية البطريق من شرب الماء المالح هو امتلاكه لغدة تسمّى الغدة فوق الحجاجية أو غدة الملح، وهي غدة إفرازية أنفية جانبية تتواجد فوق العينين وتحيط بإحدى الشعيرات في الرأس، مهمتها التخلص من كلوريد الصوديوم الموجود في الدم، وتشبه طريقة عملها كطريقة عمل الكليتين في جسم الإنسان إلا أنها ذات كفاءة أعلى، حيث تُفرز ملحاً بعشرة أضعاف الكلية وبتركيز يبلغ 5%، وتعمل عندما يصل الملح إلى نسبة معينة في جسم الطائر، ممّا تمكِّن البطريق من العيش دون شرب المياه العذبة.
وتعمل عن طريق امتصاص الشعيرة للملح من الماء الدّاخل لجسم البطريق وبعد ذلك ينتقل عبر قناة ضيقة إلى تجويف الأنف ليُخرجه البطريق على شكل محلول ملحي من خلال المنقار بطريقة انسيابية غالباً ليبدو وكأنه سيلان أنفي.
أما بالنسبة إلى النعامة فإنها أيضاً تمتلك نفس الغدّة الملحية وتتواجد في أزواج على مدار الجمجمة، وتعمل بنفس الآلية والطريقة التي تعمل بها في البطريق، إلا أنها ذات حجم أكبر مما يساعدها ذلك على إفراز كمية أكبر من الملح المتواجد في جسمها والآتي غالباً من شرب الماء المالح أو عند تناول أطعمة ذات ملوحة عالية.