لا أظن أنني سأُغير أي شيء عدا تخصصي الجامعي، أو دراستي الجامعية عمومًا.
أنا الآن أبلغ من العمر 26 عامًا، وبدأت منذ أعوام قليلة في البحث عن شغفي وهوايتي، والمهارات التي أبدع بها وقد تنفعني في حياتي. لو عدت للماضي سأختار أن أفعل ذلك وأنا عمري 18 عامًا، وأن أجرّب مجالات العمل المختلفة، وأبحث عن شغفي وما أبدع به قبل أن أبدأ في دراستي الجامعية وأختار تخصصي.
كان ذلك ليختصر علي الكثير من الوقت والجهد في ذلك الوقت بدلًا من الآن، وكنت سأختار التخصص الجامعي الذي أريده بناءً على معايير أخرى، تفكيري وشخصيتي جدًا اختلفت الآن عمّا كنت عليه وأنا 18 عامًا، وأنا أحب نفسي أكثر الآن بالمناسبة.
وأنا أفضل أن أخوض تجربة العمل والاستقلال والاعتماد على النفس قبل أن أخوض تجربة الدراسة الجامعية.
من بعد دراستي الجامعية تعلمت صناعة الصابون ومستحضرات العناية بالجسم والبشرة، وافتتحت متجرًا صغيرًا، وتعلّمت كذلك صناعة المحتوى في مجالاته المختلفة - وما زلت أتعلم -، وبدأت في تعلّم الخياطة وتصميم الملابس، وحاولت تعلّم لغات مختلفة ولكن لم تستهويني كثيرًا، وبدأت في تعلم الترجمة السينمائية منذ وقت قصير، وعندها اكتشفت أنّ الأعمال السينمائية وكل ما يتعلّق بها من ترجمة، ونقد، وإنتاج هي شغفي وما أريد فعله في حياتي.
ولا يعني ذلك أني ندمت على دراستي "الكيمياء"، لا زلت أحبها حتى الآن، ولكن أتوقع لو قمت بتأجيل دراستي الجامعية لما بعد سن ال 20 عامًا كنت سأختار دراسة "الترجمة" أو تخصص "صناعة الأفلام".
عدا عن ذلك، لا أنكر أني خضت تجارب صعبة كثيرة في حياتي، ولكن كل واحدة منها زرعت في داخلي قيمًا جديدة لم أكن اكتسبها لو لم أمر في التجربة الصعبة ذاتها، وجعلني ذلك أصبح أقوى وأنضج بكثير عما كنت عليه سابقًا.
عمومًا أنا حقًا لا أندم على شيء فعلته سابقًا وفي حياتي الماضية، وسوف أحب أن أعيش نفس التجارب، وتجارب أكثر أيضًا، على الرغم من أن بعضها كان صعبًا، والآخر كان جميلًا، ولكن جميعها لها بصمة في ما أصبحت عليه الآن، والبعض منها أصبح ذكرى مضحكة على الرغم من أنّها في وقتها كانت مؤلمة.