أعتقد أن المرأة يجب أن تتمتع بفيض من الصفات هي ذاتها أينما عاشت، وأينما حلت وارتحلت. أعرف أن لكل مكان خصوصيته التي يتميز فيه بأهله ومجتمعه وعاداته وتقاليده وتضاريسه وجغرافيته وكل ما فيه ومن فيه، إلا أننا الآن في عصر الانفتاح والعولمة ما يجعل معظم بلدان العالم متشابهة في الكثير من خصائصها.
سأسرد في إجابتي هذه عدداً من الأمور التي يجب عليكِ امتلاكها كأي امرأة في العالم، كما سأخصص بعض الأمور للمرأة العربية...
من الأمور التي يجب أن تمتلكها أي امرأة في العالم:
-الأنوثة: فالأنثى يجب أن تتحلى بعدد من الصفات الداخلية التي تميزها كأنثى عن الرجل كالنعومة والرقة والرأفة والتعاطف، بالإضافة لبعض الصفات في الشكل الخارجي كالترتيب والنظافة والأناقة، ولا أعني التكلف في أي شيء مما ذكرت.
- القوة: فالمرأة يجب أن تكون قوية الشخصية، ولكن يجب ألا تتعدى حدود الآداب العامة، فهي كالأرض يجب أن تكون معطاءة وخصبة وقوية تقف في وجه الصعاب، فهي الحضن الدافئ الذي يجتمع حوله الجميع والذي يمنح الحياة للجميع، فبيت بلا بنات هو بيت بلا روح.
- غريزة الأمومة: لا أعني هنا أن المرأة التي لم ينعم عليها الله بالأبناء وبالأمومة البيولوجية هي ليست امرأة، بل أعني أن تمتلك المرأة غريزة الأمومة الموجودة في كل أنثى منذ صغرها، والتي يمكنك ملاحظتها عند الفتاة الصغيرة عندما تحتضن دميتها وتداعب خصلات شعرها وتطعمها وكأنها أمها، وعندما تمسح دمعتك بيدك إن صادفتك تبكي... طبعاً هذه الغريزة موجودة لدى كل الإناث لأنها فطرية، ولكن عليكِ عزيزتي أن تنميها وأن تظهريها ولا تخجلي منها؛ فلا تخجلي من كثرة سؤالك عن إخوتك ومن حولك بدافع اطمئنانك عليهم بغريزتك هذه، ولا تخجلي إن كبرت وما زالت وجوه الأطفال الممتلئة هي عشقك الأبدي.
- الثقافة: فيجب أن تكون المرأة مثقفة ومتعلمة أو مثقفة على الأقل حتى تستطيع أن تسند نفسها وأن تعتمد على ذاتها حتى لا تحتاج أحداً، وحتى تكون القدوة لأطفالها وتستطيع تحمل مسؤولية تدريسهم وتعليمهم وتثقيفهم، ويناء جيل متعلم وواعٍ.
- التفاؤل والابتسامة: فيجب أن تسبقك ابتسامتك التي هي مفتاحاً لكسب قلوب الآخرين، والتي تميزك وتضيف نوراً لوجهك.
من الأمور التي يجب أن تتصف بها المرأة العربية بالإضافة إلى الأمور السابقة:
- تحليها بالقيم العربية الأصيلة كالكرم مثلاً الذي يتميز به العرب وخصوصاً البدو، فكما ذكرت بالسابق أن الأم كالأرض التي يجب أن تكون معطاءة وتجود بالخير لمن حولها.
- الالتزام بالعادات والتقاليد العربية الخاصة باللباس والاحتشام وطريقة الكلام وغير ذلك، وهذا ما تحدده طبيعة المنطقة التي تسكنين فيها، فما هو مسموح في بلد قد يكون غير مقبول في بلد آخر، فلكل مكان خصوصياته وآدابه وطباع أهله.
لكن نصيحتي لكِ عزيزتي هي ألا تأخذي بالأمور الشائعة لدى الكثيرين منا عن المرأة العربية والتي شكلت صورتها النمطية بأنها يجب ألا تعلي صوتها على الرجل فتقبل بظلمه وإهانته، وأن عليها ألا تتعلم، وأن هناك مهناً معينة محرمة عليها، وأن المرأة "آخرها للبيت والكنس والجلي" كما يقول الكثيرون. فأنت كيان، وأنت الأساس، وأنت الأرض التي منها ولها كل شيء.