قال الله تعالى: (
اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً وأتوني بأهلكم أجمعين) سورة يوسف 93
وقال تعالى: (فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ
أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) سورة يوسف (96)
السر أن هذا القميص (قميص سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام) هو من الجنة! حيث أن يعقوب عليه الصلاة والسلام بمجرد أن لامس القميص وجه يعقوب رد الله تعالى إليه بصره!
- وهذا القميص له قصة وهي:إن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ألقي في النار عارياً نزل إليه جبريل بقميص وطنفسة من الجنة، فألبسه القميص وأجلسه على الطنفسة، وبقي القميص عند إبراهيم حتى كساه إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، فأخذه يعقوب ف
جعله في قصبة من حديد أو فضة وعلقه في عنق يوسف لما كان يخشى عليه من العين، فأخبر جبريل يوسف أن يرسل به إلى يعقوب ليعود إليه بصره لما فيه من ريح الجنة؛ لأن ريح الجنة لا يقع على مريض إلا شفي ولا مبتلى إلا عوفي.
- يقول ابن عاشور في تفسيره:" ومن البعيد ما قيل إن القميص كان قميص إبراهيم عليه السلام مع أن قميص يوسف جاء به إخوته إلى أبيهم حين جاءوا عليه بدم كذب. والأظهر أنه جعل إرسال قميصه علامة على صدق إخوته فيما يبلغونه إلى أبيهم من خبر يوسف وسلامته.. وأما كونه يأت بصيرا فحصل ليوسف عليه السلام بالوحي فبشرهم به من ذلك الحين. وعلى هذا فحصول الشفاء ليعقوب بالقميص
كان كرامة من الله تعالى على يوسف وبشارة له.
- وقد ورد ذكر القميص القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام فقط حيث وردت (ست مرات) في أكثر من موضع وفي كل موضع له دلالة:
الموضع الأول: في قوله تعالى: (وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) هنا لفظة القميص تدل بان إخوة يوسف عليه السلام استعانوا بقميص ملطخ بدم كذب ليبينوا صدق ما قالوا لأبيهم وهو مقتل يوسف. فالقميص هنا ليس لباسًا لشخصٍ معيّنٍ بقدر ما هو بيّنة زعمٍ وقرينة شكٍ تتعلق بهما من وجدانات النفوس عوالق كثيرة
- كما أن هذا القميص في هذا اللفظ يدل على
"عقوق الأبناء للآباء"
- لذلك نجد القرآن الكريم سلط الضوء على أسى يعقوب في قوله تعالى: (وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على تصفون) فكأن القميص الذي أتى به إخوة يوسف ليكون دليل براءتهم عند أبيهم من إلحاقهم الضرر بأخيهم عمل بنفسه عمل الشاهد على الحق وناصر المظلوم على الظالم وهو قميصٌ ومتاعٌ رخيص!.. فأصبح عند أبيهم دليل جرمهم وعقوقهم له وكيدهم لأخيهم.
الموضع الثاني: في قوله تعالى: (وقدت قميصه من دبر) هنا لفظة القميص تدل على أن الذي بدأ في مراودة يوسف عليه السلام هي امرأة العزيز.
الموضع الثالث: وأيضا شهادة شاهد من أهلها لمعرفة الحقيقة كما في الآية الكريمة (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) فلفظ القميص هنا لبيان ومعرفة الحقيقة وبراءة يوسف عليه السلام، حيث أنطق الله تعالى الطفل الرضيع (الشاهد) لبين براءة يوسف عليه الصلاة والسلام.
الموضع الرابع: في قوله تعالى: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) فلفظ القميص هنا كان له دور في شفاء يعقوب وإعادة بصره إليه بعد فقدانه بزمن طويل. وعليه: فالقميص هنا بريد شوق وفقد عظيمين بين متحابين وهو يحمل ريح الحبيب إلى محبة كأنه بشارة وصال قريب وليس هو بالثوب الداخل ضمن متاع إخوة يوسف عليه السلام. - كما يدل لفظ القميص هنا على " بر الأبناء بالآباء"
ولمزيد من التفصيل حول دلالات قميص يوسف اضغط (
هنا)