ما هو السر في خصوبة تربة جوانب الأنهار

 السبب الرئيسي في سر خصوبة تربة جوانب الأنهار هو الرواسب المتواجدة في النهر والتي ترسبت وتترسب باستمرار قادمةً من سفوح الجبال ومنابع الأنهار ومشكّلة طبقة خصبة من التربة، وتتسم هذه الرواسب بصلاحيتها الكبرى في نمو النباتات. 

إضافة إلى وفرة المياه الصالحة للزراعة والتي تحمل أيضاً كميات ضئيلة من الحصى والصخور التي تُساعد على تشكيل طبقة خصبة وصالحة للزراعة بالإضافة إلى الرواسب تسمّى الطمي. 

تبدأ عملية إنتاج التربة الخصبة حول جوانب الأنهار بعد أن تبدأ المياه القادمة من سفوح الجبال باتجاه المناطق المنخفضة بتشكيل المجرى المائي المستمر والذي يسمّى النهر، حيث يعتمد عرضه وارتفاعه على كمية المياه المتدفقة وطبيعة التضاريس المحيطة بالمنطقة. 

وتحمل تلك المياه القادمة من سفوح الجبال تآكلات غنية بالمعادن والأملاح بسبب العوامل الجوية من غزارة هطول وعوامل حت وتعرية، لتبدأ بعد ذلك عملية ترسيب طبقة ناعمة من التربة، وتتوزع هذه الرواسب على كافة جوانب النهر. 

 وكلما زاد عرض المياه القادمة من سفوح الجبال بسبب سرعة التدفق الحاصلة كلما كانت مساحة التربة الخصبة أكثر تشكّل وحينها يسمّى بالسهل الفيضي، وذلك يعتمد على مقدار اختلاف الارتفاعات في المنطقة الواحدة. 

علماً بأنه ليس من الشرط أن تكون المياه سريعة الحركة من أجل إنتاج السهل الفيضي، فعندما يتدفق الماء بشكل أبطأ كان مستوى الترسيب أعلى، مما يسمح للحطام الثقيل والصخور الكبيرة بالترسيب أكثر منتجاً بذلك ما يسمّى بالسدود. 

تكتظ أماكن جوانب الأنهار منذ القدم عادة بالسكان، لأنها تشكل مصدر دائم في المياه، وطبيعة الإنسان البشرية تميل إلى المناطق التي تتوفر فيها المياه، ولأن الأرض التي تحيط بالأنهار تكون خصبة وصالحة للزراعة فإنه من السهل زراعتها وجني الأرباح من الزراعة فيها، وتعد تلك الأراضي سهلة للبناء وتشييد الطرق العمران فيها مقارنة بالأماكن الأخرى، بالإضافة إلى سهولة النقل عبر الأنهار.