الزبور في أصل اللغة هو الكتاب أو القطعة من الشيء .
أما في القران فقد أطلق بمعنيين :
الأول : الكتاب الذي أنزله الله على نبيه داود عليه الصلاة والسلام ، وهو مشتمل في غالبه - كما يقال- على حكم وتسابيح وأذكار .
وبهذا المعنى ورد في موضعين في القران كما في قوله تعالى ( وآتينا داود زبورا ) في الإسراء ( 55 ) والنساء (163).
الثاني : الكتب الإلهية عموما ، كما ورد في قوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزَّبور من بعد الذِّكر أن الأرضَ يرثها عباديَ الصالحون ) (الأنبياء:105).
فالزبور في هذه الآية على ما رجح ابن جرير وغيره من المفسرين هو جميع كتب الإلهية.
أما الفرقان فهو في أصل اللغة من فرق على وزن فعلان وهو ما يفرق بين شيئين .
أما في القرآن فقد ورد ذكره بما قد يشتبه في هذا الباب في سورة آل عمران في قوله تعالى ( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوارة والإنجيل ، من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان ) ( 3-4)
وقد اختلف العلماء في المقصود بالفرقان في هذه الآية على أربعة أقوال :
الأول : أنه الزبور ، قالوا لأن هذه الآية ذكرت القران ( وهو الكتاب الوارد ذكره أولا) والتوراة والإنجيل ، فلم يبق إلا الزبور .
الثاني : أنه القران ، وهذا القول ضعيف لأنه تكرار محض والله أعلم .
الثالث : أن الفرقان هو وصف لهذه الكتب وهو أنها فرقت بين الحق الباطل .
الرابع : أن الفرقان هي معجزات الأنبياء التي فرقت بين النبي الصادق ومدعي النبوة.
والأرجح - والله أعلم - هو القول الثالث وما يشبهه وهو أن الفرقان هو كل ما كان فيه فرقانا بن الحق والباطل من الكتب الإلهية أو الآيات الكونية والدلائل الربانية التي تفرق بين الحق والباطل وتكون دليلا لطالب الحق .
فالخلاصة : أن بعض المفسرين جعل الفرقان في هذه الآية هو نفسه الزبور ، ولكن الأرجح أن هناك فرقا بينهما : فالزبور هو الكتاب الذي أنزل على داود عليه السلام ،بينما الفرقان هو وصف لكل كتاب إلهي أو آية كونية فيها تفريق بين الحق والباطل ومن ضمنها الزبور ، فالفرقان أشمل من الزبور على هذا القول .
والله أعلم
للمزيد : راجع التفسير الكبير للرازي