ما هو الرأي الراجح في قراءات القرآن الكريم...أيها أصح وأصوب

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 القراءات العشرة للقرآن الكريم هي كلها قراءات صحيحة متواترة، ليس فيها ما هو أصح وأصوب، بل كلها صحيحة نزل بها جبريل عليه السلام على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وقرأ بها رسولنا، وتلقاها الصحابة الكرام عن سول الله وقرأوا بها وتلقاها عنهم التابعين، وهكذا حتى وصلت إلينا.

فكل قراءة توافر بها شروط القراءة الصحيحة تعتبر قراءة معتبرة يجوز القراءة بها سواء داخل الصلاة أو خارجها، وهذه الشروط هي:
 
1. صحة إسناد القراءة وتواترها، وإن كان بعض العلماء ناقش في اشتراط التواتر في القراءة واكتفى باشتراط صحة الإسناد، لأن القرآن متواتر بالإجماع، أما القراءة فيكفي عنده فيها صحة سندها.

2. موافقة القراءة للنحو واللغة العربية، ولو على بعض الأوجه أو على بعض لغات العرب.

3. موافقة القراءة الرسم العثماني ولو بوجه من الوجوه.

فإذا اجتمعت هذه الشروط فالقراءة صحيحة معتبرة لا تفاضل بينها على الصحيح، وما روي من كلام بعض العلماء من تفضيل بين القراءات مرجوح ضعيف، والصحيح أنها كلها بنفس الدرجة لا تفاضل بينها، لأنها كلها قرآن وكلام الله.

وهذه القراءات كلها قرأ بها النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن بعض الصحابة سمع وجهاً منها وبعضهم سمع وجهاً آخر، ثم علم هذا الصحابي من بعده من التابعين بنفس الطريقة التي تعلمها، والآخر كذلك ، ومن هنا نشأت هذه القراءات، فكلها منبعها رسول الله بحسب ما علمه جبريل، ثم تعددها بتعدد الآخذين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو اختلاف تنوع لا تضاد ، وكل قارئ يقر بصحة طريقة القارئ الآخر.

قال الإمام السيوطي رحمه الله تعقيباً على اختيار بعضه العلماء لإحدى القراءات على الأخرى وقوله عنها وهي (المختار): "عبارة غير حسنة؛ لأنَّ كلتا القراءتين متواترة، فلا يحسن أن يقال في إحداهما: إنها المختارة؛ لما يشعر به من أنَّ الأخرى بخلاف ذلك، وقد أنكَرَ جماعةٌ من الأئمَّة على مَن رجَّح قراءةً على قراءة.

والله أعلم