الدعاء عند صعود الجبال :
أما الدعاء عند صعود الجبال فهو التكبير ، وليس له صيغة معينة بل تقول " الله أكبر.. الله اكبر " ، ولو قال " الله أكبر كبيراً " جاز .
ورد في الحديث عن جابر رضي الله عنه قال (كنا إذا صعدنا كبـَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحْـنا) (رواه البخاري)
وفي حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشـُه إذا عـَـلـَوْا الثــّـنايا كبَّـروا وإذا هـَـبَـطوا سبَّـحوا " (رواه أبو داود ).
فهذا دليل أن السنة إذا صعد الإنسان مرتفعاً أو جبلاً أو هضبة أن يكبر .
والحكمة من التكبير إذا صعد الجبل : أن يستشعر هذا الصاعد أن الله أكبر من هذه الجبال والمرتفعات وأكبر من كل شيء ، فإذا كنت عندك صعودك جبلاً تستكبر هذا الجبل وتراه شيئاً عالياً فكيف بخالق هذا الجبل ومرسيه في الأرض سبحانه جل في علاه ، فتعجبك من مخلوقات الله يجب أن يكون دافعاً إلى زيادة إيمانك بالله تعالى .
ثم إن الإنسان قد تعجبه نفسه إذا صعد جبلاً وارتقى مكاناً عالياً فيظن أنه بقوة نفسه ارتقى وبجهده صعد ، والواقع والحق أن الفضل لله وحده ، فلما يكبر يتذكر ان الله أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء فتصغر عنده نفسه ويستحقرها .
ولكن هل يشرع هذا التكبير عند صعود السلالم ؟
بعض العلماء قال أن الأحاديث إنما وردت في السفر ولم يرد أن النبي عليه السلام كان في الحضر يقول مثل هذا الذكر كلما صعد سلماً أو درجاً ، وقد كان يصعد الدرج في المدينة فلم يؤثر عنه أنه كان يكبر ، لذلك لا يقال بمشروعية هذا الذكر في الحضر وعند صعود الدرج والسلالم ، وهذا القول أصح والله أعلم .
فالأصح انه لا يشرع التكبير عند صعود أي سلم أو درج وإنما يمكن أن تقول بسم الله ، فالاستعانة بالله على أي عمل جائزة مستحبة ، ومنها صعود الدرج والسلالم .
والله أعلم