الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام الخيار الأول .
فيتوجب على المسلم أن يسارع إلى المسجد ليدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام في الصلاة.
وهذا بالطبع أفضل بل أعظم من أن تقوم بتجديد الوضوء،
فتعتبر إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة من الأمور المستحبة والمندوبة: وقد فضلها في بعض الأحاديث
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق). رواه الترمذي وإسناده حسن.
فلا ينبغي أن ينشغل عن الصلاة واللحاق بتكبيرة الإحرام بتجديد الوضوء لأن الإنشعال أصبح بالمفضول عن الفاضل، فيعقل أن تنشغل بالوضوء وتخسر فضل عظيم بعدم إدراكك لتكبيرة الإحرام مع الإمام
فإذا أقيمت صلاة الجماعة فلا صلاة غيرها، لقول صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة).
فإذا كان هذا الحق لصلاة النافلة.. فكيف بتجديد الوضوء!
وربما يوسوس لك الشيطان بكل الصور حتى يشغلك عن تكبيرة الإحرام
مثل أن يذكرك بفضل الوضوء أو أن الوضوء يكفر السيئات وغيرها من الوساوس التي تجعلك تقدم تجديد الوضوء على اللحاق بتكبيرة الإحرام لأنه يريد بذلك أن يفوت عليه أجر تكبيرة الإحرام أو أجر الجماعة
وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : والشيطان قد يفتح للإنسان سبعين باباً من أبواب الخير ليفتح له باباً من أبواب الشر، أو ليضيع عنه باباً من أبواب الخير أعظم من تلك السبعين.
ولا نقول بأن تجديد الوضوء لا يلزم بل عليك أن تقوم بتجديد الوضوء إن أردت ذلك قبل موعد الإقامة أو الصلاة بفترة لأن تجديد الوضوء عند كل صلاة فضيلة،
فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء). رواه أحمد بسند حسن،
كما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: (كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة). رواه أحمد والبخاري.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح : أن من السنة : إذا كبر الإمام أن تبادر وتكبر حتى تدرك فضل تكبيرة الإحرام ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا كبر فكبروا ) والفاء تدل على الترتيب والتعقيب ، يعني : من حين أن يكبر وينقطع صوته من الراء بقوله : ( الله أكبر ) فكبر أنت ولا تشتغل لا بدعاء ولا بتسوك ولا بمخاطبة من بجانبك ، فإن هذا يفوت عليك إدراك فضل تكبيرة الإحرام .
كما أورد الشيخ صالح الفوزان : " ولا تحصل فضيلتها المنصوصة إلا بشهود تحريم الإمام " .
وهناك بعض أقوال السلف في حرصهم على إدراك تكبيرة الإحرام رحمهم الله نوجز منهم ما يلي:
- ما ورد عن مجاهد أنه قال : سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - لا أعلمه إلا ممن شهد بدرا- قال لابنه : أدركت الصلاة معنا ؟ فأجاب : فقال له : أدركت التكبيرة الأولى ؟. فأجاب : لا
فقال له : لَمَا فاتك منها خير من مئة ناقة كلها سود العين .
- ومن أقوال السلف ما قاله سعيد بن المسيب : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة . وقال وكيع : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة ، لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه قريبا من سنتين ، فما رأيته يقضي ركعة .
- وعن إبراهيم قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه [يعني : لا خير فيه] .
- قال يحيى بن معين : سمعت وكيعاً ، يقول : (من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترج خيره) .
وعليه فإنه ينبغي على المسلم أن يسارع في الوضوء فور سماع الأذان ويسرع إلى المسجد ليلتحق بصلاة الجماعة وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام