شهد الوطن العربي في العقدين الماضيين محاولات جدية للدخول في عالم استكشاف الفضاء، حيث وضعت عدة دول حجر الأساس لإقامة مؤسسات تعنى بالبحث العلمي المرتبط بالصناعات الفضائية وسبل التعاون مع المحطات العالمية لإطلاق الأقمار الصناعية أو حتى روّاد الفضاء العرب، وانسجامًا مع رؤى نحو الانخراط في عالم استكشاف العوالم الخارجية، أعلن الأردن في ديسمبر من عام 2018 إطلاق أول قمر صناعي أردني.
وقد حمل القمر الصناعي المصغّر اسم (JY1-Sat)، ويحمل الاسم خصوصية كونه مرتبطًا بالملك الراحل الحسين بن طلال، كيف؟ لقد كان نداء الراديو الخاص بالحسين يحمل الرمز نفسه، وقد جاء إطلاق القمر ضمن مبادرة مسار التي أسسها ثلاثة مهندسين أردنيون تلقوا تدريبًا مكثفًا في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهم: فراس المستريحي، وسند حداد، وزيد قعوار.
أهداف القمر الصناعي الأردني
بحسب ما أعلن القائمون على المشروع، فإن أهداف قمر (JY1-Sat) الأردني ذات طابع علمي بحثي للاستفادة من معلوماته في تأهيل الباحثين الأردنيين في مجال علم الفلك، كما يعتبر ركيزة أساسية لفتح الأبواب أمام الأردن في مجال هندسة الأقمار الصناعية والرحلات الفضائية، وفضلًا عن الجانب العلمي، فإن القمر (JY1-Sat) سيساعد على الترويج للأردن سياحيًا، من خلال بث لقطات تصور الأماكن السياحية والأثرية التي تحتضنها المملكة.
كما أن أحد الأهداف المعلنة، يتمثل في الاتصال اللاسلكي مع المحطات الأرضية حول العالم وتبادل المعلومات بما يحقق أكبر استفادة من جانب التعاون المشترك وتعزيز صورة الأردن كواحة أمن وسلامة في الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار، فقد حمل القمر الأردني رسالة صوتية للأمير حسين بن عبدالله الثاني موجهة للعالم.
أهداف مشتركة
جاءت المبادرة الأردنية والسعي نحو دخول عالم الفضاء، في إطار هدف حددته الأمم المتحدة يتمثل باستخدام الفضاء بشكل إيجابي، ويتمثل ذلك من خلال مراقبة المناخ والطقس للحد من الظاهر المناخية السلبية، وتحقيق أقصى فائدة في مجالي الصحة والتعليم والبحث العلمي، كما أن هناك أهدافًا غير مباشرة أبرزها يتعلق بإدارة الموارد المائية وتحقيق الكفاءة في مجالات النقل والزراعة، كما تأمل الأمم المتحدة أن تساهم مشاريع استكشاف الفضاء المشتركة في تعزيز قيم السلام والإخاء بين الدول والشعوب.
وفي هذا الإطار أيضًا، حددت المنظمة هدفها بدعم الدول للوصول إلى فوائد التكنولوجيا الفضائية، بما يُسهم تسهيل حصول التنمية المستدامة، وينطبق القول هنا على الأردن ودول عربية أخرى مثل تونس التي أطلقت قمرها الصناعي "تحدي 1"، فضلًا عن الإمارات التي أرسلت "مسبار الأمل"، وهو ما يشّكل واقعًا جديدًا يكسر حدود الفضاء وينذر بدخول قريب للعرب إلى عالم الفضاء.