اسم أبي لهب كما روى أهل السير هو " عبد العزى " بن عبد المطلب - واسمه شيبة - بن هاشم بن عبد مناف .
وهو أخ غير شقيق لعبد الله والد النبي عليه السلام .
وكان أبو لهب أحد أعمام النبي عليه السلام الذين أدركوا الإسلام ولم يسلم بل وقف موقف العداء والأذية للنبي عليه السلام ، بعكس أبي طالب الذي كان على شركه عونا ودفاعا عن النبي ، وكذلك العباس وحمزة اللذين أسلما وكانا مع النبي عليه السلام .
وكنيته في الأصل أبو عتبة نسبة إلى ابنه ،ن حيث كان له ولدان : عتبة وعتيبة .
أما تكنيته بأبي لهب فالأشهر أنها كنية كناه بها والده عبد المطلب دلالة لوضاءة وجمال كان في وجهه فسماه أبا لهب .
قال ابن كثير في البداية والنهاية " روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن أبيه: أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الدئل - وكان جاهليا فأسلم - قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب - يتبعه حيث ذهب - فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب" .
و قال القرطبي في تفسيره عن سبب ذكره في القران بكنيته وليس باسمه :
" قوله تعالى : (أبي لهب) قيل : سمي باللهب لحسنه ، وإشراق وجهه .
وقد ظن قوم أن في هذا دليلا على تكنية المشرك ؛ وهو باطل ، وإنما كناه الله بأبي لهب - عند العلماء - لمعان أربعة :
الأول : أنه كان اسمه عبد العزى ، والعزى : صنم ، ولم يضف الله في كتابه العبودية إلى صنم .
الثاني : أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه ؛ فصرح بها .
الثالث : أن الاسم أشرف من الكنية ، فحطه الله - عز وجل - عن الأشرف إلى الأنقص ؛ إذا لم يكن بد من الإخبار عنه ، ولذلك دعا الله تعالى الأنبياء بأسمائهم ، ولم يكن عن أحد منهم .
ويدلك على شرف الاسم على الكنية : أن الله تعالى يسمى ولا يكنى ، وإن كان ذلك لظهوره وبيانه ؛ واستحالة نسبة الكنية إليه ، لتقدسه عنها .
الرابع : أن الله تعالى أراد أن يحقق نسبته ، بأن يدخله النار ، فيكون أبا لها ، تحقيقا للنسب ، وإمضاء للفأل والطيرة التي اختارها لنفسه .
وقد قيل : اسمه كنيته . فكان أهله يسمونه ( أبا لهب ) ، لتلهب وجهه وحسنه ؛ فصرفهم الله عن أن يقولوا : أبو النور ، وأبو الضياء ، الذي هو المشترك بين المحبوب والمكروه ، وأجرى على ألسنتهم أن يضيفوه إلى ( لهب ) الذي هو مخصوص بالمكروه المذموم ، وهو النار . ثم حقق ذلك بأن يجعلها مقره " .
وقد هلك بعد غزوة بدر في العام الثاني للهجرة .
والله أعلم