يُمكن للمروحيّة أن تصل لارتفاعات عالية ومختلفة، ويعتمد ذلك على مهارة الطيّار وقدرته على التعامل مع الطائرة، لكن في أغلب الحالات تطير الطائرات المروحيّة حتى 4500 م ويُمكن أن تتجاوز هذا الارتفاع حسب نوع الطائرة المروحيّة المستخدمة وحسب التطور التكنولوجي الذي يعمل على تطوير قدرات الطائرة المروحيّة.
لكن، يجب أن ينتبه الطيّار إلى الارتفاع الذي يطير فيه، لأنه كلما زاد من ارتفاعه وُجبَ عليه أن يُعطي الشفرات الرئيسية قوة أكبر، بسبب رقّة الهواء الذي يصبح فيه إضافة لدرجات الحرارة المُنخفضة، علماً بأنَّ أقصى ارتفاع تم تسجيله لطيران طائرة مروحيّة كان في عام 1972 م بواسطة طيار فرنسي يُدعى (جين بوليت)، استخدم مروحيَّة فرنسية الصُنع اسمها (Aerospatiale SA 315B Lama)، حيث وصل إلى ارتفاع بلغ 12442 متراً في مرتفعات الهند ونيبال، وبعد بلوغه لهذا الارتفاع توقف المحرك عن العمل.
إذن لمعرفة كيف يُمكن للطّيار أن يتحكم بارتفاع الطائرة لا بد من معرفة كيفية طيران الطائرة المروحية وآلية عملها؟
تطير الطائرة المروحيّة عن الأرض بواسطة ريشتين أو أكثر مثبَّتة في أعلى جسمها، والتي تمنحها القُدرة على الدوران حول محورها والتحليق لارتفاعات مختلفة عن الأرض، وهي لا تحتاج إلى مهابط أو مدرجات خاصة لإتمام عملية طيرانها بِخلاف الطائرة العادية التي تستخدم محركِّها وأجنحتها من أجل الطّيران والارتفاع عن الأرض.
أما عن الآلية التي تُمكِّن الطائرة المروحية من الطيران لأعلى فتكون باستخدام عاملين اثنين: ثابت وديناميكي. العامل الثابت يعتمد على شفرات المروحة الأساسية التي تعمل كعمل الأجنحة في الطائرة العادية، والتي يتحكم بها جزء من المروحية اسمه المحور الدوار، حيث يقوم بنقل الطاقة من جهاز ناقل الحركة - الشبيه بناقل الحركة في السيّارات - إلى الشفرات الأساسية الموجودة أعلى الجسم. أما العامل الديناميكي فهو عامل يعتمد على المحرك التوربيني الغازي والذي يمد ناقل الحركة بالطاقة اللازمة لنقلها إلى الشفرات الأساسية لارتفاع الطائرة، حيث يدور المحرك التوربيني الغازي مع دوران الشفرات الرئيسية باتجاه معاكس للدوران الرئيسي، مما يعمل بدوره على دوران جسم المروحية كاملاً، ولمنع ذلك تم تطبيق قوة معاكسة بوضع مروحية الذيل التي تم ربطها مع ناقل حركة صغير متَّصل مع ناقل الحركة الرئيسي.