عادتاً ما نستخدم الأمثال بحياتنا اليومية بحديثنا مع الآخرين. فعندما نستخدم المثل يهون علينا شرح ربما يطول لكن عند الاستعانة بالأمثال والتي لا تتعدى الجملة البسيطة تصل فكرتك لأن الشخص الآخر يفهم الترميز الذي يهدف إليه المثل. واستخدام هذا المثل والهدف الذي قيل لأجله هذا المثل ما زال ليومنا. أما قصة هذه المثل فهي كالتالي:
عندما رفض الحارث بن عبادة الذي رفض مساعدة بني شيبان عندما لجئوا إليه بدرايتهم بحنكته وخبرته بإدارة الحروب وحل المنازعات وذلك بحرب البسوس وهي حرب شهيرة اندلعت بين القبيلة وقبيلة بني تغلب. وحرب البسوس هي حرب استمرت أربعين عاماً وكانت مضرب المثل بالشؤم بين العرب فيقولون مثلاً: أشأم من البسوس. ويتم استخدام عبارة "لا ناقة لي في هذا ولا جمل" للتعبير عن عدم وجود فائدة من الأمر الذي بصدد فعله.
تعود القصة لعام 494م أي قبل ظهور الإسلام حيث كانت امرأة تدعى البسوس بنت منقذ التميمية. قررت هذه المرأة ذات يوم أن تزور ابن أختها وقضاء فترة من الزمن في بيته ويدعى الجساس ابن مرة الشيباني. وذات يوم بينما كانت جالسة في ضيافته كان لدى جارهم والذي يدعى سعد الجرمي ولديه ناقة قام بربطها بجوارهم.
وبينما تمر إبل حاكم جبار يدعى كليب من قبيلة تغلب ففلتت الناقة الخاصة بجارهم ونزعت رباطها وهربت مع إبل كليب وقام الحاكم الجبار برميها بسهم فقتلها. وما أن شاهدها صاحبها حتى استغاث بالبسوس التي فزعت لمنظر الناقة. صاحت البسوس: وا ذلاه، وا جاراه. ثم سارع ابن أختها لنصرة جاره وانطلق نو كليب للقصاص منه. وبعد قتال طويل بين جساس وكليب انتهى بمقتل كليب على يده. ثم اشتعلت حرب بين القبليتين والمعروفة بحرب البسوس.
أصل المثل للحارث ابن عبادة حين بعد قدوم أحد الطرفين لطلب مساندته. لكن قام الحارث بن عبادة باعتزال الحرب وقال الراعي:
ما هجرتك حين قلت معلنتاً لا ناقة لي في هذا ولا جمل.
كطريقة لرفض المساعدة.