يمكن القول أن وسائل التواصل الاجتماعي شريك حقيقي في تنشئة الفرد ، فقد أدت الى عمل فجوة بين الابآء والابناء ، فقد أصبح الفرد معزول عن الأسرة ، فالأسرة هي المصدر الاساسي للتنشئة والتي تقوم بنقل العادات والتقاليد والقيم للأبناء وهي المرجعية التي يستند بها الطفل لتقييم سلوكه ، ولا أحد ينكر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على منظومة القيم والاخلاق لدى الفرد إذا تم أستخدامها بشكل خاطئ ، فأن قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على دور الأسرة في نقل ثقافة المجتمع إليهم واكسابهم المهارات المختلفة وتنمية سلوكهم وعلى نقل القيم والاتجاهات الايجابية لديهم وبالتالي يؤثر على مراقبة ومتابعة أبنائهم .
بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن المساحة المخصصة للأسرة والتي تقوم بوظائفها البيولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها العديد أتجاه الأفراد بدأت تتناقص تدريجيا في ظل الحضور الطاغي لوسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي قل دور الاسرة في نقل القيم والمعايير والمعرفة والثقافة وأنحسر دورها كأهم مؤسسة للتنشئة الاجتماعية وأخذت هذا الدور وسائل التواصل الاجتماعي .
وبالنهاية لقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على مدة ونوعية التواصل الذي يتم في نطاق الأسرة ، لذلك عملت وسائل التواصل الاجتماعي على غرس مقومات النجاح والتوافق النفسي وغيرها بعيدا عن الاسرة وبالوقت نفسه فقد يعاني الابناء من العزلة الاجتماعية بالاضافة الى التأثير على صحة الابناء الجسدية والنفسية وغيرها العديد ، بالنهاية يمكن القول أن تأثير السوشال ميديا كان تأثيره ايجابي وسلبي في نفس الوقت .