اولا:إن أغلب الدراسات التي أجريت في موضوع التفكك الأسري (المادي أو النفسي) أظهرت أن هناك علاقة بين التفكك العائلي وجنوح الأحداث، أي ان العائلة المفككة تنتج أحداثًا جانحين بنسبة أكبر مما هو عليه عند العوائل السوية، وكذا الحال بالنسبة للتشرد. ولهذا ربط كثير من الدارسين بين التفكك الأسري وتكوين السلوك الجانح
ثانيًا: ان تفكك الأسرة في كثير من المجتمعات يترك آثارًا متعددة تبدو في تربية الأطفال، وانحراف الأحداث، والتخلف الدراسي، وفي المستويات الخلقية، والمواجهات القيمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية، وهناك قاعدة لهذا التفكك تقول: "إنه كلما ازداد تفكك الأسرة نقصت مقدرة المجتمع الكلية على الإنجاز في مجالات الإنتاج والخدمات وزاد في نفس الوقت رصيد القوى البشرية القادرة على متابعة الحياة في الاتجاهات التي تهدم مصالح الجماعة العليا.
ثالثًا: إن التفكك الأسري يستلزم تحطيم البناء التنظيمي وتصبح العناصر المختلفة في المجتمع "غير مترابطة" ويضعف تأثير المعايير الاجتماعية على جماعات وأفراد معينين، والنتيجة هي أن الأهداف أو الأغراض الجمعية للمجتمع يتناقص تحققها عما هو في حالة نسق أفضل تنظيمًا، وقد يؤدي التفكك الاجتماعي أيضا إلى التفكك الشخصي كما هو في حالة المرض العقلي والاستخدام السيء للعقاقير أو السلوك الإجرامي، والمجتمع الذي تظهر فيه المشاكل الاجتماعية يقال له "مجتمع مفكك.
رابعًا: يبدو أن التفكك الأسري الناتج عن الفشل الذي يصيب أداء أحد الأبوين للدور المناط به في البيت (الأسرة) يمثل عاملا مدمرًا على الأطفال. وقد أثبتت الدراسات أن الصعوبات التي يواجهها الأفراد الذين نشأوا في أسر مفككة تفتقر إلى الحنان والانسجام قد تركت آثارًا مدمرة أدت إلى إصابة الأطفال بأمراض التخلف العقلي والأمراض العصبية وغيرها.
خامسًا: لا يملك الطفل الذي يعيش في أسرة مفككة إلا أن يعقد مقارنات مستمرة بين حياته والحياة الأسرية التي يعيشها الأطفال الآخرون، وعن طريق العلاقات التي يعقدها معهم تظهر له طبيعة الحياة السعيدة التي يعيشونها مع آبائهم، فينتابه الشعور بالنقص والابتئاس لحالته والإحباط، أو الحقد على الآخرين ولا يحتاج الطفل لأن يكون عالمًا حتى يدرك المزايا التي يتمتع بها الطفل الذي يعيش في أسرة متكاملة سعيدة.