ما هو أبشع شيء حدث لك وكيف استطعت مواجهته؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
أخبرني عنك
.
٠١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 أبشع شيء حدث لي هو السبب الرئيسي في امتلاكي أكبر نعمة أنعم بها حاليًا، حيث تعرضت في مرحلة ما بعد الجامعة لفترة عصيبة فقدت فيها شعوري بذاتي وقيمتي ووجودي، شعرت بأنني شخص تائه في هذه الأرض غير قادر على الإنجاز والتقدم خاصة بعدما وجدت الحياة أصعب بكثير مما كنت أتصور وأتخيل، فبعد التخرج أمضيت قرابة الثلاث سنوات ابحث عن عمل وفي كل يوم كان يمضي خلال هذه السنوات كنت أفقد جزء من نفسي وتصعب الحياة شيئَا فشيئا, ولا أنكر أنني كنت انظر للحياة بأنها خالية من العدل والإنصاف فهنالك من يتنعم بالعمل والغير يعاني الأمرّين لم أكن أفهم الحياة وكيف تسير ومع مرور الوقت فقدت إيماني تمامًا لأجد نفسي مجردة من جميع أسباب القوة والإيمان والأمل، وأشعر بالسوداوية، إلى أن دخل إلى حياتي أشخاص أججوا في نفسي دوافع لم أكن أعلم بها وهي الرغبة في المعرفة والبحث والتعلم وبعدها التحقت بدورة تدريبية كان يديرها الأستاذ صادق خواجا (مدير مركز سرت للبناء المعرفي) وهنا كانت بداية التغيير ولهذا الشخص الفضل الكبير علي والذي لن أنساه مهما حيت. فكان بمثابة النور الذي أنار الطريق أمامي، لأبدأ بتطوير مهارة القراءة والتعمق في قراءات مختلفة تتحدث عن الإنسان والبشرية وطبيعة الحياة وكذلك تطورت مجالات القراءة لدي لتشمل السياسة والاقتصاد والتاريخ.

 كانت المعرفة المكتسبة في أول الأمر مرعبة ومخيفة وزادت من فقداني للإيمان بذاتي وبكل شيء، وفي بعض الأحيان كنت أشعر بأن هذه العرفة قد تسبب لي الجنون، معرفة الكثير من الخفايا وكيف تسير هذه الدنيا كونت لدي مفاهيم جديدة أهمها أن الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن ما يحدث معه في حياته، فأصبحت أنظر لنفسي بمسؤولية، وللآخرين أيضًا، توقفت عن إلقاء اللوم على الحياة والعوامل المحيطة وأدرك أننا بقدر جهدنا نأخذ، وأننا نحن من نضع العقبات في الطريق لا العكس، أدركت وعن طريق هذا الشخص العظيم والموسوعة المعرفية المتحركة إن صح قولي إننا من نملك أنفسنا.

لا أنسى أنني كنت أحتاج للحديث المطول مع الأستاذ أو (المعلم) كما كان يحب أن يُلقب فكنت أتحدث واسأل في مختلف المجالات كان هو الشخص الداعم والأول، عندما حدثته وقلت له في يوم من الأيام: أنني تائهة وأشعر بأنني في طريقي إلى الجنون فأنا غير قادرة على تحمل الكم الهائل من هذه المعرفة المرعبة والتي تبين حقيقة العالم من حولي، نصحني وقتها بأن أتوقف لفترة بسيطة عن القراءة وابدأ بإعادة تشكيل ما لدي من قيم ومبادئ وتوجهات وأهداف، قال لي وقتها أنني وصلت لمرحة إعادة تكوين ذاتي الخاصة الشخصية، فالإنسان في مرحلة من مراحل حياته يفقد كل الأمور القديمة ليكوّن نفسه الحقيقية، وعندما شكوت له ما أشعر به من فقدان الإيمان نصحني وقال لي: لا تفقدي المرونة فالمرونة في العبادة هي الأساس لا تتخلى عن عبادتك وصلاتك وإن كنت الآن بلا مشاعر قوية. بعد هذا الحديث بدأت أتعامل مع نفسي وأحدد قيمي وتوجهاتي ومبادئي وحاولت إعادة علاقتي الإيمانية بالله أولا لأجد نفسي أنظر لنفسي ولخالقي بطريقة أعظم بكثير من قبل، شعرت وقتها بحب كبير لا يمكن أن يوصف، حب لنفسي وحب لخالقي، حيث بنيت العلاقة بيني وبين الله على الحب، الحب الخالص الذي يجعلني متيقنة به في كل مرة أقول فيها يا الله، لأجد نفسي بعدها واعية لذاتي لمشاكلي الذاتية قادرة على أن أحدد أين هي نقاط ضعفي وأين هي نقاط قوتي أين يجب علي العمل وأين يجب على التطوير، امتلك احترام الذات والنفس، أصبحت قادرة على تقبل كل الاختلافات في المجتمع، وجدت السلام الداخلي الذي ساعدني وفي كثير من المواقف على الفهم والمواجهة. واليوم أنا أنعم بأفضل نعمة في الحياة وهي معرفة الذات والوعي بها. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة