"في البداية تقوم بأخراج الكبد إلى الخارج, وبعدها تقوم بفتح القفص الصدري وإخراج الأحشاء إلى الخارج, ومن ثم تقوم بملئ القفص الصدري بالحجارة الساخنة و الأعشاب", هذا كان شرح المخرج Ruggero Deodato لطريقة تناول كائن بشري, ليس لإنه قد قام بفعلها من قبل, وهو بالتأكيد لم يلتق بأحد قام بفعلها من قبل, ولكن عندما يتعلق الأمر بأكل لحوم البشر, فهذا المخرج الكبير في العمر يعتبر من أحد أصحاب الخبرة, في عام 1980, قام Ruggero Deodatoبإصدار ما قد يعتبره البعض إلى يومنا هذا أكثر الأفلام إثارة للجدل تم صنعه, إسم هذا الفيلم هو Cannibal Holocaust, وهو متوفر للجميع ليقوموا بمشاهدته كما فعلت أنا, ولكنني لا أعتقد أن هذه هي أفضل نصيحة قد أقدمها.
صادف فيلم Cannibal Holocaust التسويق الخاص به بطرق متعددة لم يكن لأحد أن يتصورها, يتتبع هذا الفيلم فريقاً من صناع الأفلام الأمريكيين إلى حوض الأمازون في عملية بحث عن فريق سابق, أختفى هذا الفريق أثناء تحقيقهم في قبائل أكلة للحوم البشر, وما نراه خلال أحداث الفيلم هي لقطات أعادها هذا الفريق قبل أن يقوموا بدورهم بالاختفاء أيضاً, أكل لحوم البشر ليس إلا مقبلات في هذا الفيلم, قبل أن نصل إلى مرحلة الذروة الشنيعة, و الطبق الرئيسي يتضمن مشاهد مهينة من الإغتصاب, جرائم القتل, التعذيب, الجنس العاهر, الإبادة الجماعية, الإخصاء, وحتى مقاطع أخبار حقيقية لعمليات إعدام حقيقية.
أكثر ما كان سيء السمعة في فيلم Cannibal Holocaust هو تصويره لعمليات ذبح الحيوانات البرية, هذا هو الجزء الوحيد من الفيلم الذي يندم عليه Ruggero Deodato, "عندما كنت شاباً, وأثناء تقدمي في العمر, قضيت كثيراً من وقتي في الريف قريباً من الحيوانات و بالتالي فإن لحظة موت الحيوانات مألوفة لي" هذا ما قاله المخرج عن الموضوع بالإضافة إلى "موت الحيوانات -بالرغم من صعوبة تحمله- ولكنه حدث بشكل متكرر في سبيل إطعام شخصيات الفيلم أو الطاقم, في قصة الفيلم و في الحياة الواقعية أيضاً", من الجدير بالذكر أن أخر تعديل بالفيلم قد قام بقطع بعد هذه المشاهد, ولكنه ما زال يحتوي العديد منها مع ذلك.
المثير للجدل أيضاً, هو المعاملة التي تلقتها القبائل في فيلم Cannibal Holocaust, مع أن Ruggero Deodato قام بإعلان دعمه للسكان الأصليين (تم تصوير هذا الفيلم على الحدود ما بين كولومبيا والبرازيل), ولكنه لم يقم بذكر أي شخص منهم في حقوق الفيلم, وهناك أدلة قليلة جداً على الإهتمام بأزياء هذه القبائل, لطالما تم إتهام المخرج بالعنصرية و الإستغلال, ولكنه بإصرار يقول أن تلك القبائل كانت ذكية, تحب التعاون, فقال بكلماته "بالطبع كانوا يعرفون بأنهم يمثلون شخصيات أكلي لحوم البشر", و يقول أيضاً "هذا جزء من تقاليدهم, فهو شيء متوارث, عندما يخوضون معركة, قائد القبيلة الخاسرة يتم قتله ثم أكله من القبيلة الفائزة, هذا جزء من تاريخهم, وهم لا ينكرون ذلك".