روى الإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى اله عليه وسلم قال " خصلتانِ لا تجتمعانِ في منافقٍ حُسنُ سمتٍ ولا فقْهٌ في الدِّينِ " .
وهذا الحديث ضعفه بعض العلماء وصححه بعضهم - وممن صححه الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الجامع - .
والحديث باختصار فيه دعوة للمسلمين أن يجمعوا بين صلاح الظاهر والباطن ، وبين العلم والعمل له ، وبين الاقتداء بالصالحين في ظاهرهم وسمتهم وباطنهم وعلمهم .
قال الملا علي قاري في شرحه لهذا الحديث :
" وإنما عبر بالإجتماع تحريضا للمؤمنين على جمعهما وزجرا لهم عن الإتصاف بأحدهما، والمنافق إما حقيقي وهو النفاق الإعتقادي أو مجازي وهو المرائي وهو النفاق العملي
(حسن سمت) أي خلق وسيرة وطريقة قال الطيبي هو التزيي بزي الصالحين ... والأحسن ما قاله ابن حجر إنه تحري طرق الخير والتزيي بزي الصالحين مع التنزه عن المعايب الظاهرة والباطنة
(ولا فقه في الدين ) عطف بلا لأن حسن سمت في سياق النفي فلا لتأكيد النفي المساق ، قال التوربشتي حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللسان فأفاد العمل وأورث الخشية والتقوى.
وأما الذي يتدارس أبوابا منه ليتعزر به ويتأكل به فإنه بمعزل عن الرتبة العظمى لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه .
ولهذا قال علي رضي الله عنه ولكني أخشى عليكم كل منافق عليم اللسان .
قيل ليس المراد أن إحداهما قد تحصل دون الأخرى بل هو تحريض للمؤمنين على الإتصاف بهما والإجتناب عن أضدادهما فإن المنافق من يكون عاريا منهما وهو من باب التغليظ ".
والله أعلم