هذه الكلمة ( كهيعص ) هي بداية سورة مريم ، وهو مكونة من عدة مدود هي :
الكاف : مد لازم حرفي مخفف لأنه لم يأتي بعدها حرف مشدد ومقداره ست حركات .
ها : مد طبيعي مقداره حركتين .
يا : مد طبيعي مقداره حركتين .
عين : مد لين لازم مقداره من 4-5 حركات . ويجوز في العين التوسط والقصر .
صاد : مد لازم حرفي محفف مقداره ست حركات ، وأخرها قلقلة بحرف الدال .
وبين العين والصاد : حكم إخفاء حقيقي مقداره حركتين .
- وعليه : فيكون مجموع الحركات في كلمة ( كهيعص ) يساوي = 23 حركة مع قلقلة في نهاية حرف الصاد .
- فالحروف المقطعة التي تبدأ بها السور القرآنية جاءت على سبيل التحدي والإعجاز ولا يعلم معناها الحقيقي إلا الله تعالى .
- وهي تشكل نصف حروف اللغة العربية غير المكرر منها مثل ( الم في البقرة ) , ( الم في آل عمران ) .
- ومجموعة في جملة حكيمة هي: ( نص حكيم قاطع له سر ) .
وقد خاض المفسرون بمعانيها في عدة أقوال :
- منهم من قال هي : اسم من أسماء الله تعالى .
- ومنهم من قال هي : اسم من أسماء القرآن نفسه .
- ومنهم من قال هي : اسم من أسماء السورة التي وردت بها .
- والقول الراجح : أنها جاءت على سبيل التحدي والإعجاز ولا يعلم معناها إلا الله تعالى .
-وفائدة معرفة هذه الحروف : أنها معجزة ولا يعلم معناها ألا الله تعالى ، وأن القرآن من جنس هذه الحروف العربية .
- ولكن الراجح من الأقوال : أنه لا يعلم معناها إلأ الله وهي من الإعجاز البياني المتحدى به ، وكأن الله تعالى يتحدى العرب الذين كانوا يشتهرون بالفصاحة والبلاغة والشعر : أن هذه الأحرف من جنس ما تتكلمون به ، وأن هذا القرآن من جنس هذه الأحرف فأتوا بقرآن مثله !!
- والقرآن الكريم هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة ، والتي أعجزت الجن والأنس على أن يأتوا بمثله ، وقد تكفل الله تعالى بحفظه من التحريف والتزوير فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
- ومن المعلوم أن معجزات الأنبياء كانت من جنس ما يشتهرون به أقوامهم ، وقوم النبي صلى الله عليه وسلم ( العرب وقريش ) كانوا يفتخرون ويشتهرون باللغة العربية وبالفصاحة والبلاغة ، فجاء القرآن بنفس اللغة التي يتحدثون بها ، وجاءت الأحرف المقطعة التي في بدايات السور من جنس نفس الأحرف التي يتكلمون بها .
وقد تحداهم الله تعالى أن يأتي بالقرآن على ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى : تحداهم أن يأتوا بقرآن كامل مثله قال تعالى : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ سورة الإسراء 88
المرحلة الثانية : تحداهم أن يأتوا بعشر سور مفتريات : قال تعالى: ( أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) سورة هود 13
المرحلة الثالثة : تحداهم أن يأتوا بسورة مثله قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ سورة يونس 38