ما معنى كلمة شاطر في اللغة العربية، وما علاقة الشاطر حسن في تراثنا العربي بالشطارة؟

1 إجابات
profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٠١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن كلمة شاطر صفة على وزن فاعل من الفعل "شَطرَ"، وجمعها "شُطّار"، أغلب استخدامات هذه الكلمة في اللغة العربية يأتي بمعنى: الفهم المتصرف، وهذا الوصف يطلق على من يمتلك الذكاء والفطنة وسرعة التصرف. تجيء أيضا كلمة شاطر في اللغة بمعنى: الخبيث الفاجر، إذ عرف وشاع عند العرب قديما هذا المعنى، فاستخدموا هذه المفردة لوصف الشخص المحتال الخبيث، وصاحب الخلق الرديء.

إن علاقة الشاطر حسن بالشطارة بمفهومها الجيد، يأتي من قصته المعروفة بالتراث العربي والتي تناقلتها الأجيال، وما عرف عن الشاطر حسن من صفات الذكاء والفطنة والنباهة، إضافة إلى قصته الشهيرة مع الأميرة التي أحبها وأحبته، والنهاية السعيدة التي حظي بها حسن بعد معاناته الطويلة من أجل محبوبته.

قصة الشاطر حسن:

يحكى أن في أحد الأزمنة الماضية، كان هناك شابا يشكو الفقر ويعمل بالصيد ليعيل نفسه، لكن عرف عنه في الوقت ذاته بالنشاط والعمل الجاد والاجتهاد والقوة، وهذا الشاب اسمه حسن. كان حسن يذهب لعمله بالصيد كل يوم، وفي أحد الأيام رأى على الشاطئ فتاة فاتنة وحسناء، أعجب فيها حسن أشد الإعجاب، وصار فيما بعد يراها كل يوم وهي تراه كل يوم، حتى اعتادا على رؤية بعضهما البعض من بعيد.

دام حال تبادل النظرات هذا أياما وشهورا، إلى أن جاء اليوم الذي لم يعد يرى فيه حسن الفتاة، إذ اختفت فجأة، ولم تعد تأتي للشاطئ، وشعر حسن بفقدها، والأثر الكبير الذي أحدثته هذه الفتاة في قلب حسن، إذ أحبها وتعلق بها كثيرا، وشعر بالعناء والتعاسة بغيابها.

لم يعد حسن قادرا على تحمل غياب الفتاة، فقرر أن يبحث عنها في كل مكان؛ ليتأكد أنها بخير ويصارحها بمشاعره اتجاهها، فانطلق يبحث عنها حتى فقد الأمل، وبعد هذا العناء والبحث الطويل، ذهب ليجلس على الشاطئ، وإذ برجل يقترب منه ويناديه، فالتفت إليه حسن، وأدرك أنه أحد أفراد الحرس الذي يأتي مع الفتاة، فطلب الحارس من حسن أن يرافقه لقصر الملك بطلب من الأميرة ابنته، تفاجأ حسن من هذا الطلب وأدرك حينها أن تلك الفتاة التي أعجب بها هي الأميرة.

سأل حسن الحارس أولا عن حال الأميرة ليجيب الحارس بأنها مريضة للغاية، ويجب أن تذهب في رحلة بحرية لكي تشفى من دائها، ولهذا السبب طلبت قدوم حسن، فلبّى حسن طلب الأميرة وأخذها في رحلة بحرية لبضعة أيام حتى شفيت وعادت للقصر بصحة وعافية.

تطورت علاقة حسن والأميرة، حتى علم الملك بذلك وقرر أن يبعدهما عن بعضهما البعض، بعدما طلب حسن الزواج بالأميرة، وصارحت الأميرة والدها بإعجابها الشديد بحسن، أخذ الملك يفكر بتفريقهما كثيرا، فاشترط على حسن ليتم هذا الزواج بأن يحضر جوهرة ثمينة ونادرة لا مثيل لها، فحزن حسن بشدة؛ لأنه ليس باستطاعته إحضار أي جوهرة بسبب فقره.

وفي أحد الأيام ذهب حسن للصيد، ولم يستطع إلا صيد سمكة واحدة، وبعد يوم طويل عاد إلى منزله، وأثناء تنظيفه للسمكة ليطهوها، تفاجئ بجوهرة ناصعة وقيّمة، وبعد رؤيته للجوهرة ذهب مسرعا لقصر الملك ليعطيه إياها، وعندما نظر الملك للجوهرة اندهش، ولم يكن أمامه أي خيار آخر للموافقة على زواج حسن من الأميرة، فتزوجا وعاشا حياة سعيدة، وهذه هي قصة حسن الشاطر والمغامر.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة